الإثنين 1 يوليو 2024

ليس لك إلا أم واحدة! « 1 »

26-5-2017 | 23:15

بقلم : سكينة السادات

بعد أيام قليلة يهل علينا شهر رمضان المعظم أعاده الله على مصر وأهلها ورئيسها عبدالفتاح السيسى بالخير واليمن والبركات وأيضاً على كل الأمة العربية والإسامية، جعله الله شهر سام وأمان فهو خير شهور السنة بالنسبة لكل المسلمين.. آمن يا رب العالمين.

***

فى عيادة طبيب العظام جلست أنتظر دورى فى الكشف وكان يسبقنى فى الدور ثلاثة أفراد.. سيدتان ورجل، وسألت الممرضة الشابة عن موعد دخولى للكشف، فقالت: حسب الحالة هناك مريض لا يستغرق الكشف عليه دقائق وآخر يستمر وقتاً أطول، وقالت ربنا يسهل، وتنهدت واقتربت منى وقالت بصوت منخفض حتى لا يسمع باقى المنتظرين والمنتظرات.

قالت: ربما ربنا عمل كده علشان يكون هناك وقت أحكى لك فيه حكايتى بعد إذنك.. إذا سمحت. قلت: أنا تحت أمرك.

قالت: أنا محتاجة لرأيك فى حاجات كثيرة وعاوزة أشور عليك وخايفة آخذ قرار يكون غلط.

قلت لها: ادخلى فى الموضوع مباشرة.

قالت: لازم أعطيك خلفية عن حياتى علشان تبقى معايا فى الصورة! ثم قالت أنا خريجة المعهد العالى للتمريض وحاصلة على بكالوريوس التمريض وكنت على وشك الانتظام فى صفوف الجيش وبدايتها ضابط برتبة مازم ثان لولا المفاجأة التى حدثت فى حياتى وغيرت كل أقدارى!

***

واستطردت سناء 33 سنة.. قابلت شاباً يكبرنى ببضعة شهور ولا أدرى يا سيدتى كيف وقعت فى غرامه إلى درجة عدم اهتمامى بمستقبلى! كنت لا أطيق البعد عنه وكان هو يعمل مهندساً بشركة الاتصالات، وربما بهرنى فيه أنه هادئ جداً ومتدين ولا يكذب ولا يقبل الحرام يعنى شاب )دوغرى( كما يقولون )الحاجة فى إيده تزيد ولا تنقص( يعنى أمن بمعنى الكلمة، وتلك صفات لم أرها فى معظم الشباب من أقاربنا ومن زملائى حتى إخوتى الصبيان لم يكونوا مثله فى الاتزان والاحترام والأمانة والصدق، ولم يكن يمتلك شيئاً من حطام الحياة! كان فقيراً جداً ينفق كل راتبه على أسرته المكونة من أب طاعن فى السن وأم ربة بيت وثلاثة شقيقات أصغر منه سنا ما زلن طالبات فى الجامعات، ولكن  ماذا أقول لقلبى فقد اخترته من بين عدة خطاب تقدموا لخطبتى، وكان والدى قد تقدم بأوراقى للجيش وقبلونى، كان دائماً ينادينى حضرة الضابط سناء.

وعندما تقدم عبدالرؤوف لخطبتى غصباً عنه لأنه كان يقول لى إنه مرفوض مرفوض مرفوض لأنه لا يملك شيئاً يقدمه لى، وأكد أن أهلى لن يقبلوه، وتحت ضغط شديد منى تقدم لوالدى الذى قال لى بعد أن صممت على الزواج منه ليس من غيره الذين كانوا جميعاً أفضل منه مالياً: انت غاوية فقر يا حضرة الضابط؟ ده لا يملك ثمن شراء الدبلتن الذهب!

***

واستطردت سناء.. أصررت على الزواج منه رغم أننى فوجئت به يعارض بشدة التحاقى بالجيش وكانت الكارثة المحققة أيضاً أنه أصر على أن نعيش مع أسرته فى بيت واحد!

***

واستطردت سناء.. كانت مأساة بكل المعايير فوالده لم يحبنى أو يقبلنى لحظة واحدة رغم كل ما قدمته له ولبناته من هدايا ونقود لأنه كان يريد أن يتزوج عبد الرؤوف من ابنة عمه المنقبة التى تعمل مدرسة دين فى إحدى المدارس وداعية إسامية فى المساجد، وكانت المأساة هى كراهيته الشديدة لمجرد رؤيته لى فى منزله، وقال أبى: «تستاهلى كل اللى يجرالك خلّى الحب والغرام ينفعك »، وحملت فى ابنتى الكبرى ولم أستطع أن أستمر فى البيت بعد أن أهاننى والده عدة مرات، وكان زوجى يبكى ويقول: ما أقدرش أعارض أبويا أموت قبل أن أعارضه! وكانت المفاجأة الأليمة أن أحضر والده المأذون إلى البيت وأجبر زوجى على طلاقى، وجلس على الكرسى يتابعنى ويستعجلنى وأنا أجمع ملابسى، وحدثت مفاجأة غريبة بعد طلاقى.. الأسبوع المقبل أكمل لك الحكاية.