تولي الدولة المصرية اهتمامًا غير مسبوق لملف تطوير العشوائيات، خاصًة المناطق غير الآمنة والمهددة بالانهيار، إيمانًا منها بما تتسبب به تلك المناطق في تعريض حياة قاطنيها للخطر، وافتقارها كافة الخدمات الأساسية التي تكفل للمواطن الحياة الكريمة والآمنة.

ونشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، تقريرا سلط الضوء على التجربة المصرية الاستثنائية في التنمية العمرانية، والطفرة التي تشهدها في الارتقاء بمستوى المجتمعات العمرانية وتحقيق الاحتياجات الإنسانية الحالية والمستقبلية، مشيرًا إلى أن مصر ستصبح خالية من المناطق العشوائية غير الآمنة بنهاية 2021.

وذكر خبراء، أن الاهتمام بتطوير العشوائيات وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة يعود بالنفع على مختلف القطاعات، إذ يعيد المظهر الحضاري للدولة المصرية، والذي يجعلها مناخ جاذب للاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى أن مشروعات الإسكان الاجتماعي التي تطلقها الدولة من أهم العوامل التي تساهم في القضاء على العشوائيات إذ أنها تقضي على حجج المواطن في عدم قدرته على الحصول على مسكن آدمي ولجوءه للعشوائيات.

مشروعات الإسكان الاجتماعي

في هذا السياق، قال الدكتور أشرف عبد الوهاب، وزير التنمية الإدارية الأسبق، إن الدولة المصرية فتحت ملف العشوائيات بقوة، محدثة نتائج مبهرة، وتحولات جذرية بحياة المواطنين.

وأوضح عبد الوهاب، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن الاهتمام بتطوير العشوائيات وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة يعود بالنفع على مختلف القطاعات، إذ يعيد المظهر الحضاري للدولة المصرية، والذي يجعلها مناخ جاذب للاستثمارات الأجنبية، والسياحة من مختلف الدول؛ مما يؤثر إيجابيًا على الاقتصاد المصري ويوفر العملة الصعبة، وينعش ميزانية الدولة.

وشدد على أن المناطق العشوائية تشكل مخاطر عديدة على قاطنيها، إذ أنها تعد بيئة غير صالحة للعيش، وبؤرة لتفشي الأمراض، وموطن للفقر والبطالة، مؤكدًا أن تحقيق نهضة اقتصادية ومجتمعية بالدولة يحتم عليها أولًا التخلص من تلك المناطق غير الحضارية، وتوفير مناخ يتواكب مع ما تحدثه من تنمية.

القضاء على حجج المواطن في لجوءه للعشوائيات

ونوه وزير التنمية الإدارية الأسبق إلى أن العشوائيات تقف حائلًا دون تعزيز التنمية المستدامة، ويتسبب بها الهجرة الداخلية من منطقة لآخرى داخل الدولة، والتي تشكل أعباء على المناطق التي يتم الهجرة إليها، مضيفًا: "مشروعات الإسكان الاجتماعي التي تطلقها الدولة من أهم العوامل التي تساهم في القضاء على العشوائيات إذ أنها تقضي على حجج المواطن في عدم قدرته على الحصول على مسكن آدمي ولجوءه للعشوائيات".

تطوير العشوائيات على رأس أولويات الدولة

ومن جانبه، قال أمجد عامر، خبير التنمية المحلية، إن ملف تطوير العشوائيات على رأس أولويات الدولة، إذ تسعى لإعلان مصر خالية من العشوائيات في أقرب وقت ممكن من خلال تضافر الجهود للحد من تواجد المزيد من العشوائيات.

وأوضح عامر، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يهتم بتوفير سكن آدمي لائق لكل المصريين، وانتشال المواطن من الفقر، والمناطق العشوائية، وتعويضه بدلًا من ذلك بمسكن آدمي بمنطقة حضارية، وهو ما نتج عنه تحقيق طفرة في القضاء على العشوائيات في مصر.

القضاء على العشوائيات

وأشار إلى أن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» تساهم بشكل كبير في القضاء على العشوائيات، خاصًة تلك المتواجدة في الريف المصري، مؤكدًا أن الدولة المصرية نجحت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة في القضاء على العشوائيات، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة وحضارية، فالعشوائيات كانت من المشكلات التي تهدد المجتمع المصري وتنذر بتفاقم بعض السلوكيات غير المرغوبة والتي تنتشر في تلك المناطق، ومن بينها الإدمان.

وأكد أن الدولة المصرية بذلت جهود كبيرة للقضاء على العشوائيات، في إطار السعي لتحقيق رؤيتها الاستراتيجية للتنمية المستدامة 2030، إذ نفذت آلاف الوحدات السكنية البديلة للمناطق العشوائية غير الآمنة.

مصر خالية من العشوائيات

يشار إلى أن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، نشر تقريرا سلط الضوء على التجربة المصرية الاستثنائية في التنمية العمرانية، والطفرة التي تشهدها في الارتقاء بمستوى المجتمعات العمرانية وتحقيق الاحتياجات الإنسانية الحالية والمستقبلية، وذلك بفضل استراتيجيات مواجهة تحديات القضايا العمرانية.

وأوضح التقرير أن مصر ستصبح خالية من المناطق العشوائية غير الآمنة بنهاية 2021، لافتا إلى الجهود المبذولة في هذا الشأن، إذ تم تنفيذ 205.4 ألف وحدة في 317 منطقة، وجاري تنفيذ 40.6 ألف وحدة بـ 40 منطقة، علماً بأن إجمالي تكلفة تطوير المناطق غير الآمنة وصل حتى الآن إلى 62.2 مليار جنيه.