القراءان الكريم مليء بالسور والآيات العظيمة، وتستوقفنا بعض الآيات التي تحتاج الى التفسير لكي نتدبر معانيها، وفى هذا الصدد تعرض "دار الهلال" في السطور التأليه تفسير قول الله تعالى: "ولقد رآه بالأفق المبين".
ومعني هذا الآية أن محمد صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته الحقيقة، عند سدرة المنتهى، في الاسراء والمعراج.
وكان أول لقاء بين جبريل وبين رسول الله في الغار، وكان هذا اللقاء اول امتزاج لرسول الله بالملك الذي جاء بوحي السماء، وكان امتزاجا يحمل كثير من المعاني، أولها أمر من الله سبحانه وتعالى يوضح لنا، أن هذا المنهج يأتي بأمر وقدرة الله تعالى، دون تدخل بشري.
فقال له الملك اقرأ، ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أنا بقارئ، فالرسول لم يتعلم القراءة والكتابة. حتى يستطيع أن يقرأ
ويضمه جبريل عليه السلام، ضمه شديده، ضمة تجهده وترهقه، وذألك لأن فيه امتزاجا بين الملك والبشرية، وهذا الامتزاج هوا الوحي وكان صعبا جدا على الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى أنه كان يتصبب عرقا، وذهب إلى خديجة رضي الله عنها وهوا يرتجف، وهذا يدل على الامتزاج الرهيب بين الملك والبشرية، ولا يمكن أن يتم إلا بأمر الله سبحانه وتعالى.
والله سبحانه وتعالى قد جعل لكل خلقا قانونا، فالبشر لهم قانون يتماشى مع خلقهم من طين، والجن لهم قانون يتماشى مع خلقهم من نار، والملائكة لهم قانون يتماشى مع خلقهم من نور، وكل شخص خلق في هذا الكون له قانونه الخاص لا يستطيع أن يمتزج بالآخر، وإذا كان هناك امتزاج بين انس وجن، فهذا لا يتم بقانون عام، ولأكنه يتم بالقوانين الخاصة، وقد يصل إليها بعض الناس دون بعضهم.
والذي يحصل على هذه الميزة ويستخدمها في غير ما يرضى الله، يصيبه عذاب اليم، ولكن الامتزاج بين الملائكة والبشر لا يتم إلا للرسل، أو لمن يختاره الله سبحانه وتعالى برسالة أو مهمة في الارض.