ذكرت صحيفة (لوبوان) الفرنسية، أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لم تخف مخاوفها بشأن أفريقيا حيث ما يزال العديد من الدول متخلفة عن الركب فيما يتعلق بعملية التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، حيث أشارت المنظمة في توقعاتها للنمو المتوسط إلى أن التعافي الاقتصادي بدأ يتبلور بعد الأزمة الصحية العالمية، لكنه ما يزال متفاوتا بين اقتصاديات الدول المتقدمة والناشئة.
وقالت الصحيفة ـ في تقرير لها ـ إن مؤسسة (أكسفورد إيكونوميكس) العالمية للاستشارات والبحوث الاقتصادية، وهي إحدى مؤسسات جامعة أكسفورد البريطانية، وشركة الاستشارات المتخصصة في المخاطر Control risks لم تضف جديدا في النسخة السادسة من مؤشر تحليل المخاطروالفرص الاستثمارية في أفريقيا حيث أكدت قدرة أفريقيا على الصمود.
وأكد التقرير أن نمو قطاع التكنولوجيا الحيوية في إفريقيا يوفر فرصًا هائلة للمستثمرين في القارة وفي العديد من البلدان الأخرى.
وبحسب شركة الاستشارات المتخصصة في المخاطروأكسفورد إيكونوميكس، هناك ثلاثة تحديات تلوح في الأفق، الاستجابة للوباء، والديون، وانعدام الأمن.
وحدد خبراء (أكسفورد إيكونوميكس) و(كونترول ريسكس) المسار الأمثل لتعافي أفريقيا اقتصاديا بعد جائحة كورونا، مشيرين إلى أنه فيما يتعلق بشق استجابة الدول للأزمة الصحية ، بخلاف الصدمة الاقتصادية، لعب تفشي كوفيد دورا في الكشف عن نقاط الضعف في القارة، بما في ذلك اعتمادها على المساعدات الخارجية للرعاية الصحية، رغم أن الحكومات الأفريقية قد استجابت بسرعة مذهلة في كثير من الأحيان للوباء، إلا أنها كانت محدودة في إجراءاتها المتعلقة بالفحص والعلاج، علاوة على أن حملات التطعيم تتقدم ببطء بسبب صعوبات الإمداد.
في السباق للحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، استبقت الدول الغنية المخزونات ولم تف دائمًا بوعودها عندما يتعلق الأمر بالمشاركة مع البلدان منخفضة الدخل مثل دول القارة الأفريقية، فحتى الآن تم تطعيم 6ر3% فقط من السكان الأفارقة بينما قامت أوروبا والمملكة المتحدة بتطعيم نحو 60% من سكانها.
وتسأءل بارنابي فليتشر، المدير المعاون في شركة Control Risks قائلاً: لماذا وكيف تأخرت أفريقيا بهذه الطريقة؟ مضيفا أن بدء حملات التطعيم على مستوى العالم كان مخيبًا للآمال للغاية، والتوزيع غير المتكافئ للقاحات يثير تساؤلات أخلاقية وطبية.
وأشار إلى أن الصعوبات التي واجهتها إفريقيا ليس فقط في الحصول على اللقاحات، لكن أيضا نقص المعدات والعلاج.
وقال إن ظهور قطاع التكنولوجيا الحيوية في إفريقيا يحمل إمكانات هائلة تتجاوز جائحة (كوفيد - 19)، مشيرا إلى أنه تم تركيب وحدات تسلسل الجينوم في ليبيريا ونيجيريا والسنغال وسيراليون، وتهدف العديد من المبادرات الأخرى إلى زيادة قدرة القارة على تطوير وتصنيع اللقاحات، بما في ذلك إنشاء مركز نقل تكنولوجيات لقاح الحمض النووي الريبي النووي في جنوب أفريقيا ومرافق التصنيع في السنغال والمغرب.
وأضاف" في بداية الأزمة الصحية كانت هناك مخاوف كبيرة من أن أفريقيا لن تتمكن من تعبئة مختبرات الاختبار الخاصة بها، ولكن حدث العكس، انتشرت المختبرات ومراكز الاختبار والاختبار الرقمي عبر الحدود وحلول التعقب في عام 2020، تم استثمار 103 ملايين دولار في الشركات الصحية الأفريقية الناشئة، أي ما يقرب من أربعة أضعاف المبلغ في عام 2019.