المنطقة الإثيوبية هي أكبر منطقة زلزالية في القارة الإفريقية
إثيوبيا تستخدم سد النهضة لأسباب سياسية
دراسة أضرار سد النهضة تدق ناقوس الخطر
دراسة مهمة أجراها 6 خبراء مصريون وأميريكون بمشاركة وزير الري المصري الدكتور محمد عبد العاطي خلال الفترة ومشاهد في الفترة من ديسمبر في العام 2016 إلى يوليو 2021، كشفت الأضرار المحتملة لسد النهضة الإثيوبي، حيث خلصت الدراسة إلى وجود إخلال جسيم بعوامل أمان السد، وأنه غير آمن نهائيا، وكشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة تفاصيل تلك الدراسة.
وأكّد شراقي في حوار لبوابة "دار الهلال"، أن منطقة سد النهضة معرضة للزلازل وبها فوالق كونها قريبة من الأخدود الإفريقي لأن المنطقة الإثيوبية هي أكبر منطقة زلزالية في القارة الإفريقية، مضيفا أن إثيوبيا تستخدم شعار التنمية والأمن القومي لبناء السد النهضة لكن الحقيقة هي أن بناؤه هو لأسباب سياسية.
ما تعليقك على دراسة "تقييم النزوح الرأسي لسد النهضة الإثيوبي الكبير أثناء ملئه، وعواقبه الوخيمة المحتملة على دول المصب مصر والسودان"؟
أن نتائج الدراسه تتحدث حول الانحرافات بالميلي متر وهذا يعني إنها تقيس قياسات وصور دقيقه للغاية، ونسبه الدقة فيها من 4 إلى 20 متر، ومن 5 إلي 20 متر، وهذا البحث يوضح المخاطر بمنطقه سد النهضة التي تبدا من وجود فوالق و تشققات كبيره في منطقه سد النهضة، كما أن هذه الفوالق هي امتداد لفالق الأخدود الإفريقي الكبير، وهو اكبر فالق على سطح الأرض، أيضا لدينا نوعيه الصخور التي يبنى عليها سد النهضة، وهي صخور نارية ولكنها متحللة أى تعاني من نسبه تحلل و تشقق، مما اضطر المهندسين بمنطقة سد النهضة إن يحقنوا بعض التشققات أثناء بناء السد بالخرسانة، أيضا لدينا تخوف من هذه المنطقة، خاصه عند زياده التخزين.
لأن المياه تأتى مندفعة من مناطق مرتفعة، بداية من بحيره تانا وهي مرتفعة عن سد النهضة 1300 متر، وبالتالي تأتى المياه منها مندفعة بكميات كبيره للغاية، حيث وصلت كمية المياه القادمة، منها لسد النهضة إلى أكثر من 800 مليون متر مكعب في اليوم الواحد وهو رقم ضخم، بالإضافة إلى إن سد النهضة مكون من سدين، سد رئيسي على النيل الأزرق وسد جانبي يغلق وأدى على بعد حوالي 5 كيلومترات عن سد النهضة الرئيسي، ووزن الخرسانة بالسدين يصل لأكثر من 75 مليون طن، وهذا الوزن عبء على المنطقة التي فيها التشققات بهذا الشكل، بالإضافة إلى كمية المياه الموجودة.
هل الطبيعية الجيولوجية لمنطقة السد تزيد من احتمالات انهياره؟
يعتبر الوزن الحالي لسد النهضة قليل بالنسبة للوزن الذي سيكون علية في المستقبل، والبحيرة من المتوقع إنها تخزن 74 مليار متر مكعب، بمعني 74 مليار طن وزن زيادة على هذه المنطقة، بالإضافة إلى وزن السدين من الناحية الخرسانية والكتل الصخرية، إذن هناك عبء وحمل كبير على هذه المنطقة، وبناء عليه معرض أن يكون هناك بعض الزلازل خاصة إن المنطقة بها فوالق كونها قريبة من الأخدود الإفريقي، والمنطقة الإثيوبية هي اكبر منطقة زلزالية في القارة الإفريقية إذن المنطقة لديها استعداد طبيعي لوجود زلازل، فعند ملئ المياه وزيادة الحمل وهناك بعض التشققات تساعد على زياده الانزلاقات، سيتفاقم الوضع سريعا مع كل هذه المشاكل.
ما هى الأسس والافتراضات التى قامت عليها الدراسة؟
كل هذه المشاكل التى تحتويها الدراسة موجوده بالفعل، وذلك بناء على خبرة لدينا من داخل إثيوبيا لحوادث مشابهة لسد النهضة، مثل سد تاكيزي على نهر عطبرة الذي حدث به انهيار جزئي في 2007 قبل إن يتم اكتماله بعامين، ومات في هذا الحدث 47 عامل منهم 3 من الشركة الصينية التي كانت تبني سد تاكيزي، وهناك أيضا خبره أخري من مشروع تم بناءه على نهر أومو داخل إثيوبيا، وهذا المشروع عبارة عن نفق طوله 26 كيلومتر حدث به انهيار مرتين أثناء البناء ومرة ثالثة بعد افتتاح المشروع بـ10 أيام، حيث كانت الشركة المشرفة على هذا المشروع هي نفس الشركة التي تقوم ببناء سد النهضة حاليا وهى شركه سالينى الإيطالية.
هناك خبرات موجودة في منطقه الهضبة الإثيوبية، نظرا للفوالق والفيضانات وكمية تحلل الصخور بسبب الأمطار ونوعيه الصخور، لأن معظم الصخور داخل إثيوبيا هي صخور بركانية بازلتية وهذا النوع يتحلل بسهولة من مياه الأمطار مكونا الطمي الأسمر.
ولماذا لجأت إثيوبيا لبناء السد برغم هذه الحوادث؟
الهدف الأساسي من بناء السد اليس هو توليد الكهرباء أو التنمية ولا مسألة أمن قومي، فالمشروع سياسي، وكل العوامل والحوادث السابقة تجعلنا نقلق بخصوص أي مشروع داخل إثيوبيا، خاصة إذا كان مشروع بحجم سد النهضة، الذي كان تصميمه الأصلي مصمم لملء 11 مليار، ونظرا لأسباب سياسية تم زيادة النسبة إلى 74 مليار أي 7 أضعاف الكمية، وذلك بسبب رئيس الوزراء الإثيوبي زيناوي الذي أراد أن يكون زعيما سياسيا كبيرا ووضع نصب عينيه الرئيس جمال عبد الناصر قدوه له، فقرر أن ينفذ مشروعا ضخما مثل السد العالي الذي بناه جمال عبد الناصر، لكن التصميم الأصلي للسد لم يكن يحقق رغباته السياسية، فطلب إن ينفذ أكبر مشروع سد ورفعه من 11 إلى 74 مليار دون الأخذ في الاعتبار للمعايير الهندسية.
وما هي المخاطر المحتملة في حالة انهيار السد وماهى السيناريوهات المتوقعة لاحتواء الأمر؟
وفى حالة انهيار سد النهضة ستكون الآثار الجانبية متوقفة بناء على شده الانهيار، وهل سد النهضة عند الانهيار سيكون انهيار كلى أم جزئي، وهل بحيره السد في وقت الانهيار كانت مملوءة، أم بها كمية مياه، وسنفترض السيناريو الأسوء وهو انهيار السد بعد انتهاء عملية ملئه كاملا، في هذه الحالة سيكون بمثابة طوفان على السودان وفناء لكل من يعيش على النيل الأزرق والسودان.
هذا سينسف كل المنشآت التي أمامه بما فيها سدين في السودان سيدمرهم بخزانتهم، وستنضم مياههم إلى المياه القادمة من سد النهضة بعد انهياره، وبالتالي ستزول الخرطوم من على الخريطة، وهذا أشبه بتسونامي اليابان في 2011، كما أن بناء سد بهذا الحجم يعد قنبلة مائية موقوته.
وما هو تأثير ذلك على مصر؟
وبالنسبة لمصر يتوقف حجم التأثير بناء على مخزون السد العلي وقت الانهيار، فإذا كانت بحيرة السد العالي بها كمية قليلة من المياه، سيستطيع وقتها السد العالي أن يستوعب كل المياة القادمة من سد النهضة، وبالتالي لن يكون هناك مشاكل حتى إذا كان نص البحيرة مملوء، وفي حال كانت بحيره السد العالي أو السد العالي مملوئين، وهذا احتمال ضعيف.
سيكون لدينا مفيض توشكي وقنوات تحويلية في السد العالي، ممكن أن نقوم بفتح كل هذا، لحل الأزمة، لذلك بالنسبة لمصر هناك فرصه لاحتواء الأمر، خصوصا مع بعد المسافة بين سد النهضة والسد العالي، مما يجعل مياه سد النهضة تصل خلال 6 أيام للسد العالي، ووجود القنوات الاحتياطية تساعد على إنقاذ السد العالي وسيكون معظم الضرر هو حصة مصر السنوية من المياه التى سيضيع نصفها فى الأراضي السودانية بعد الغرق.
وماذا بعد ما كشفته الدراسة من أضرار على مصر والسودان؟
وهذه الدراسة هى أو غيرها تؤكد على وجود المخاطر حتى لو كان السد آمن بسبب المشاكل الطبيعية، كما أن إثيوبيا دوله فقيره ومهما يحدث ربما يقع كارثة طبيعية هم ليسوا أهل لها، ولكن المشكلة ستقع على السودان ومصر، فكنت أتمنى عندما تقدمنا لمجلس ان يكون حديثنا الأساسي عن مخاطر السد التى ستؤدي لفناء السودان وليس سنين الملئ، فليس هناك حلا سوا أن تنخفض سعة السد للنصف ليكون هناك مخاطر نستطيع احتواءها، وحتي أن خصصوا شركه تأمين ونظرت إلى خطورة السد لن تقبل تأمينه وهذا السد لن يكون به منافع على الإثيوبيين وعندما ينتهي ويبدأ العمل به شعبهم أول من سيتظاهر وينقلبوا على الحكومة بسبب الوعود الكاذبة، فكل هذه الدارسات تدق ناقوس الخطر لبناء هذا السد وهي المخاطر الطبيعية والجيولوجية.