تحل اليوم ذكرى وفاة إدجار ديجا أحد أهم الرسامين في القرن الـ 19 ، ولد ديجا في باريس عام 1834، وكان متيّمًا بالفن وهو في مقتبل عمره، إضافة إلى الموهبة التي تميز بها، وبناءً عليه؛ بدأ يخطو رحلته بالفن من خلال التدريب كرسام.

وذهب ديجا للدراسة في قصر الفنون الجميلة في باريس، وأصبح مشهورًا بلوحاته المتميزة، والصمامات الإنطباعية ذات الأساليب التقليدية، وقد أثرت أعماله في العديد من الفنانين المعاصرين الكبار حينذاك، وكان من بينهم مؤسس المدرسة التكعيبية بابلو بيكاسو.
ونشأ ديجا وسط أسرة موسيقية بارعة، فكانت والدته مغنية أوبرا هاوية، وكان والده يقوم باستضافة العديد من الحفلات الموسيقية من حين لآخر في منزله ويحيها الكثير من الموسيقيين المتميزين في ذاك الوقت.

وقد اكتشف ديجا في نفسه مهارة الرسم والتصوير عندما كان طفلًا، ونمّى هذه الموهبة بتشجيع من والده، الذي كان من محبي فن المعرفة، و في عام 1853، عن عمر يناهز الـ 18 ، حصل على منحة تدريبيبة في متحف اللوفر في باريس ، وخلال القرن الـ 19، تم منح الناشئين من الفنانين في المتحف فرصة للعمل مع الفنانين مما أتاح له فرصة العمل مع أكثر الرسامين المعاصرين أمثال: الفنان إينجرس، والفنان ديلا كروا.
تناول ديجا التصوير بكافة ألوانه؛ من تصوير زيتي إلى تصوير بالألوان المائية والألوان الطباشيرية أو الطباعة بطريقة الحفر بالإبرة أو بطريقة الطباعة ذات التدرجات الظلية، ولو أن أعظم أعماله التي تكشف عن قدراته الفذة في التعبير عن تأثيرات اللون تتجلى في صوره بالطباشير، وكان أحياناً يستخدم تقنيتين في عمل فني واحد ألوان مائية مع طباشير ملونة Pastel.
وطوّر ديجا أيضًا شغفه الكبير بالفن وومارساته العديدة له المختلفة نحو ، فقد صور أصدقاءه والراقصين والعراة التي استخدمها كمرجع للعديد من لوحاته ورسوماته، وابتكر منحوتات مختلفة ظل الكشف عنها مستمرًا حتى نهاية عام 1910.
يُنسب إلى ديجا أنه واحد من مؤسسي الحركة الانطباعية، التي تجنبت شكليات الماضي وسعت إلى تحقيق هدف في لحظة من الزمن كما كان ينظر إليه الفنان، ولكن لوحظ رفض ديجا نفسه هذه العلامة، واعتبر عمله "واقعيًا"، مشيرًا إلى أنه لم يكن أي فن أقل تلقائية من ذي قبل.
وعلى الرغم من احتجاجاته، كانت الواقعية جزءًا من الهدف الانطباعي، وكان تأثيره عميقًا، إن قراره بتصوير الناس كما لو كانوا غير مدركين للرسم، واختياره من وراء الكواليس وغيره من البيئات الخاصة عادة، وزواياه غير المعتادة والمزعجة في كثير من الأحيان، كانت قد تم تجاهلها أو تغييرها في الماضي .
وتوفي ديجا في مثل هذا اليوم السابع والعشرين من سبتمبر لعام 1917، بمسقط رأسه في باريس بعد حياة دامت 83 عام أعتُبر فيهم أحد أهم الفنانين المؤسسين للحركة الإنطباعية، وسيد التكوين الخفي، وحركة الإلتقاط.