لا يخفى على أحد ما وصل إليه حال الإعلام الرياضي من تدهور حتى أصبح ساحة مستباحة لنشر التعصب.. سواء فى البرامج الرياضية أو على مواقع التواصل الاجتماعى الأمر الذى ينذر بالخطورة على الأمن القومي حيث أصبحت صناعة التعصب أحدى وسائل حروب الجيل الرابع لتدمير المجتمعات.
من هنا كان لزامًا أن ننوه بأهمية فتح ملف قضية التعصب فهى كارثة محدقة بكل المقاييس.. فهناك حالة من الانفلات التى تسيطر على كثير من البرامج الرياضية وعدم التزام العاملين بضوابط وأخلاقيات الإعلام مما يتسبب فى إثارة التعصب وخلق الفتن.. وإن لم ننتبه لقرع أجراس الخطر ونسعى للتصدى ولإيقاف تلك المهازل وهذه المساخر فإن التوابع والتداعيات ستستفحل وتؤثر سلبا ليس على الأفراد وإنما على المجتمعات وربما الأمم والشعوب.
ولابد أن نحتكم للضمائر ونتحلى بالأخلاقيات ونعلى درجة التمسك بالمبادئ قبل فرض مواثيق الشرف والعهود المهنية.. المنابر الإعلامية مواقع تشرف كل من يظهر بها و كل من يعتليها ولا يجب أن يقتحمها الصغار ، والصغار ليسوا بالسن أو بالجسم وإنما بالسلوكيات والمخرجات ونتاج ألسنتهم وأفواههم.
المنابر الإعلامية تشكل الرأي العام الذى يتحكم في توجهات الأمم والشعوب واذا لم تكن مدخلاته حصيفة ورصينة ومتزنة فأن مخرجاته ستتسم بالهوجائية والعشوائية والتخبط.. كما أنه يؤثر بشكل مباشر على مواقع التواصل الاجتماعى فنرى كثير من التعليقات على الصفحات الإلكترونية تدعو إلى التعصب والفرقة والتشتت.
لذلك نصبو ونتطلع لحوارات إعلامية بأساليب راقية وحضارية وهادفة خالية من التجاوزات والمهاترات تعكس قيمة الرياضة والأعلام الرياضى وتقبل الاختلاف والنقد بالروح الرياضية التى دائما ما تدعو للسمو والتسامح .