"إحنا بنتكلم في 500 ألف فدان.. هنقول للمواطن اللى عاوز يجى يزرع هنا أنت مش هتبذل أي مجهود.. أنت هتيجى تشتغل"، هكذا علّق الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح محطة بحر البقر لمعالجة المياه اليوم، والتي تُعدّ من أهم مصادر المياه لبحيرة المنزلة، وتعمل الدولة على تطوير البحيرة وإعادتها لسابق عهدها.

وفي الماضي، كان مصرف بحر البقر هو من أكثر المصادر تلويثا لبحيرة المنزلة، والذي أدى إلى موت البحيرة لعقود عديدة، وانتشر الخراب على مدار نصف قرن، مما جعلها تخلو من الأسماك والطيور، وقد وعد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن تعود البحيرات إلى مجدها، وأن تطابق المواصفات العالمية القياسية وليس مجرد عودتها للحياة، وأكد أنه بحلول عام 2021 ستتحول إلى مقصد سياحي.

والبحيرات المصرية هي ثروة كبيرة لمصر لم تكن مستغلة بشكل صحيح، ولفترة كبيرة كان تطوير البحيرات المصرية حلم يعد مستحيلا، وبإرادة مصرية يبدو الآن هذا الحلم في متناول اليد، ويعد مشروع تطوير بحيرة المنزلة نقطة تحول في حياة البحيرات المصرية وخاصة بعد تطهير مصدر التلوث الأساسي وهو مصرف بحر البقر، ولا تزال عمليات التطوير تستعد للبحيرات الأخرى إدكو والبرلس ومريوط والبردويل وقارون.

معلومات عن بحيرة المنزلة

بحيرة المنزلة تقع في شمال شرق دلتا النيل بمساحة حوالي 404,69 كيلومترًا مربعًا وعمق يصل إلى 115 مترا، وتطل على ثلاث محافظات هم بورسعيد ومحافظة الدقهلية ومحافظة دمياط، تتميز البحيرة بأنها موطنا للطيور المهاجرة وكذلك تحوي العديد من الأسماك مثل البلطي والبياض والعائلة البورية والجمبري والكابوريا.

تمثل بحيرة المنزلة حائط لحماية الأراضي الزراعية حيث تقوم بمنع دخول مياه البحر المالحة، وبالتالي إنقاذ الأراضي الزراعية من تغلغل مياه البحر فيها وإتلافها، لكنها تعرضت للإهمال والتآكل بفعل التعديات وعدم التطهير، ما جعلها تفقد جزءا كبيرا من مساحتها، إلى 250 ألف فدان في الوقت الحالي.

وقد جعل الرئيس عبد الفتاح السيسي خطة تطوير بحيرة المنزلة خطة شاملة الاتجاهات، حيث وجه بالرقابة على المصانع التي تتخلص من مخلفاتها في مياه البحيرات، كما وجه وزارة الزراعة بتجهيز الزريعة لإلقائها في البحيرة بعد انتهاء أعمال التطوير وزيادة العمق، أخيرا وجه وزارة الإسكان لبناء مساكن للصيادين لمنع التعدي على البحيرة، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع نحو 12 مليون جنيها.

ورغم كل التطويرات ما زالت بحيرة المنزلة تواجه بعض التحديات مثل التجريف والتآكل وتجفيف التربة، وهو ما يؤدي إلى تقلص المساحة، ومن جانب آخر تصريف المياه العادمة فيها وتصريف مياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي، ونمو النباتات المائية فيها مما يعيق حركة البحيرة مثل ورد النيل والبوص.

وتطهير وتطوير بحيرة المنزلة هو ملف مشترك بين محافظات دمياط والدقهلية وبورسعيد، كما أنه وقطعت أعمال تطهير وتطوير بحيرة المنزلة شوطا كبيرا نحو استعادة البحيرة بريقها وطبيعتها باعتبارها أكبر بحيرات مصر الشمالية بالتخلص من التعديات وكذلك الحشائش وورد النيل، بهدف أن تصبح بحيرة المنزلة مزرعة سمكية حية نحصل منها على السمك باطمئنان ونصدر منها للعالم ويأتي العالم للاستيراد من مصر، كما أكد الرئيس السيسي اليوم.