يتسابق محبى الحياة البرية من أجل التقاط بعض الصور النادرة والغريبة للحيوانات وذلك لحبهم الشديد للحيوانات ورغبتهم فى جذب المزيد من المتابعين لمشاهدة هذه الصور النادرة.
وفى الفيديو المرفق يظهر أحد محبى الحياة البرية وهو يقوم بتقديم التوت البرى بلونة الأحمر الجميل واللافت للنظر والذى يجذب نعجة تقوم بالجرى تجاه الشخص لكى تأكل الثمار الناضجة ولكن الغريب أنها كانت تحمل حول رقبتها قرد صغير جدا وكأنها أمه وسرعان ما يتشاركان فى الطعام ثم يقفز القرد ليجلس فوق ظهر النعجة التى تتعامل معه بكل حب.
وحقق الفيديو آلاف المشاهدات وتداوله الكثيرون من متابعى السوشيال ميديا وكانت ردود أفعالهم متباينة حول الواقعة فمنهم من كانت تعليقاتهم ساخرة وآخرين كانو معجبين ومنبهرين بهذه الصداقة الغريبة بين القرد والنعجة.
والمعروف أنّ الحيوانات يمكنها تكوين الصداقات أيضا مثل البشر فتوصلت عدة دراسات أجريت على عينات من قرد المكاك وعينات بشرية، إلى أن عدد الأصدقاء لدى الفرد مرتبط بحجم أجزاء الفصوص الدماغية الأمامية، وتتطلب القرارات الاجتماعية المعقدة التي يتخذها الحيوان أشكالاً مختلفة من الوعي والفهم، وأهمها على الإطلاق مقدرة معينة تعرف بالتعقل، وهي القدرة على فهم فحوى دماغ الآخر، فحجم المناطق الأساسية في القشرة الأمامية يحدد القدرات التعقلية التي بدورها تحدد عدد الأصدقاء.
وتستطيع أنواع كثيرة من الكائنات الحية تكوين صداقات والحفاظ عليها من خلال التدريب الاجتماعي، فالإنسان مثلاً يستخدم التجمل و الملاطفة، الذي يتسبب في إطلاق الإندورفين في الدماغ مسبباً شعوراً بالراحة والثقة، وكلما اتسع نطاق المجموعة وزاد عدد أفرادها زادت المدة الزمنية التي يخصص فيها الكائن الوقت للتجمل و الملاطفة، لكن يقل عدد المستفيدين من هذا التجمل والملاطفة، والسبب هو أنه كلما زاد عدد أفراد المجموعة، الذي يزداد معه الضغط الواقع عليها، كانت هناك حاجة أكبر لضمان الثقة في الأصدقاء وضمان تقديمهم العون وقت الضرورة، ويقدم الإنسان على فعل ذلك بقضاء مزيد من الوقت الاجتماعي في التجمل و الملاطفة مع أصدقائه، وبالنسبة لإناث القرود، ثبتت فائدة ذلك، إذ وجدت الأبحاث أن الإناث التي تحتفظ بصداقات قوية تنتج كميات أقل من هرمون الضغط "الكورتيزول"، وتضع أنسالاً بقدرات أكبر على البقاء.