تعرضت تركيا بشكل مستمر فى الفترة الأخيرة لانتقادات بسبب ازدياد معدلات عمالة الأطفال، والتي كانت آخر كوارثها وفاة طفلين في ظروف مأساوية. وبحسب صحيفة "زمان" التركية المعارضة روت قصة يوسف دمير، البالغ 17 عاما، الذي كان يعمل بمجال البناء في ولاية بولو التركية، وفقد حياته بسبب هذه المهنة.
وصعد يوسف دمير على الأرضية المصنوعة لإضاءة المبنى، لكنه سقط من ارتفاع حوالي 15 متراً على أرضية خرسانية. وتم نقل دمير بجروح خطيرة إلى وحدة كوروغلو في مستشفى عزت بايسال الحكومي، وعلى الرغم من كل التدخلات، لم يكن من الممكن إنقاذ حياة دمير.
وكانت الضحية الثانية هو دليل أليش، البالغ 14 عاما، الذي يعمل في رعي المواشي بولاية سيرت. و توفي بسبب اصطدام شاحنة صغيرة به، عندما كان يرعى ماشيته على الطريق. ووفق بيانات وزارة الأسرة والطفل، هناك 23 ألف طفل يعملون في تركيا بمهن لا تتناسب مع سنهم بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة لأسرهم. و كانت إحصاءات مجلس الصحة والسلامة المهنية التركي تشير إلى وجود أكثر من مليوني طفل عامل في تركيا. وتكشف إحصاءات المجلس عن وفاة 319 طفلا في العمل خلال الفترة بين عامي 2013 و2019.
قال فيسي تشيري، الأستاذ الجامعي المختص بشؤون الأطفال: "اليوم يعمل كثير من المراهقين في أعمال شاقة وصعبة في تركيا، وهذا أمر يؤثر على صحتهم الجسدية وكذلك النفسية، ولذلك نسعى من خلال بعض منظمات المجتمع المدني المحلية لتسليط الضوء على ظروفهم الصعبة لتحسين أوضاعهم".
وقال "على الحكومة أن تكافح هذه الظاهرة، بحيث تمنع عمل القصّر في مجالاتٍ شاقة"، مشدداً على أنه "يجب اتخاذ إجراءات جادّة للحد من عمالة القصّر وتوفير بيئة مناسبة لهم عوضاً عن عدم الاهتمام بهم".