تحل اليوم الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر والناقد الأدبي السوري إبراهيم الجرادي، والذي توفى في 29 سبتمبر 2018 بدمشق.
وُلد الجرادي في محافظة الرقة السورية عام 1951، وقد تلقى تعليمه بمدرسة الرقة الثانوية، وفيها قام مع مجموعة من الكتّاب بتأسيس جماعة ثورة الحروف، والتي قال عنها الجرادي: "سعت إلى الخروج من النمط المألوف في العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية إثر هزيمة حزيران؛ يونيو 1967 التي شكّلت حينها صدمة كبيرة وخلخلت الكثير من القيم".
تخرّج الجرادي من جامعة دمشق، وانتقل بعدها إلى الاتحاد السوفيتي، والذي حاز على درجة الدكتوراه في الأدب المُقارن من إحدى جامعاته، ثم انتقل إلى اليمن بعدها، وعمل بالتدريس في جامعة صنعاء لسنوات طويلة، وفي أثناءها انشغل بقراءاته ودراساته النقدية حتى عاد إلى دمشق عام 2010.
التحق "الجرادي" بالمقاومة الفلسطينية، وكان مدافعًا حاملًا الهم القومي العربي، وقد عمل في المؤسسات الفلسطينية لعدة سنوات، وبعد انتسابه للحزب الشيوعي السوري؛ سافر إلى موسكو لدراسة الإخراج السينمائي، ولكن خلافه مع خالد بكداش ؛السياسي السوري والأمين العام للحزب السوري اللبناني؛ أودى بفصله من المعهد السينمائي، ولكن تابع الأخير دراسة الأدب في معهد آخر حتى نال درجة الدكتوراه.
ويذكر أن أول مؤلفات الجرادي الشعرية كانت تحمل اسم "أجزاء إبراهيم الجرادي المبعثرة" والتي نُشرت عام 1981، ومن بعدها توالت الأعمال الشعرية فكان آخرها ديوان "حديقة الأنقاض" والذي صدر عام 2012.
أما عن القصص: فكانت المجموعة القصصية الوحيدة الصادرة تحت اسم "الدم ليس أحمر" عام 1985.
وقد كان له العديد من المؤلفات الخاصة بالدراسات الأدبية والنقدية، منها: دراسات في أدب عبد السلام العجيلي، الأشكال في الشعرين الروسي والعربي، مختارات من الشعر السوفيتى، أوجاع رسول حمزاتوف، وكان آخرها محمود درويش ينهض، والتي صدرت عام 2010.
وخضع الجرادي قبل أشهر من وفاته لعميلة جراحية استئصال ورم سرطاني، ولكن ما كاد أن يمتثل في الشفاء؛ حتى ساءت حالته الصحية وتدهورت، ليرحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 29 سبتمبر 2018 عن عمر يناهز الـ67 عامًا، وحياة صاخبة بالمؤلفات والدراسات والأشعار الخالدة.