الغيبة من الذنوب والمعاصي التي أمرنا الله بالإبتعاد عنها، وهناك العديد من النصوص الشرعية في الكتاب والسنة النبوية التي تأمرنا بعدم الغيبة، حيث قال الله تبارك وتعالى: «وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ».
وجاء تعريف الغيبة في الحديث الّذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: أنه قيل: «يا رسول الله، ما الغيبة؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّه».
فقد وضح الحديث المقصود من كلمة الغيبة، وهي أن يذكر المسلم أخاه المسلم بشيء يكرهه مما هو فيه، أما إذا مدحه وأثنى عليه، فإن هذا لا يعد من الغيبة المحرمة، وكذلك إذا ذكر كافرا واغتابه فإن هذا الذكر لا يعتبر من الغيبة المحرمة. أما إذا ذكر المسلم أخاه المسلم بشيء ليس فيه، أما بالنسبة للبهتان فهو أشد حرمة من الغيبة، فالواجب على كل المسلمين الحذر من الغيبة والبهتان.
كفارة الغيبة
كفارة الغيبة التوبة النصوحة إلى الله تعالى، والتي تكون بالإبتعاد عن الغيبة، والحذر من الوقوع فيها، والندم على الغيبة التي وقع فيها، والعزم على ألا يعود إليها، وهذه هي كفارة الاعتداء على حق الله، أما كفارة الاعتداء على حق المسلم فإذا علم المغتاب أن كلامه قد وصل إلى الشّخص الذي اغتابه، فإن عليه أن يذهب إليه، وأن يتحلل منه؛ بحيث يعترف أمامه بخطئه، ويقوم بالاعتذار منه، ويطلب منه السماح، والعفو، والصفح، أما إذا لم يصل الكلام إلى الشخص الّذي اغتابه فإن عليه أن يستغفر لذلك الشخص، وأن يدعو له، وأن يثني عليه.