أمرنا الله –عز وجل- أن ندعوه دائمً، وقال الله تعالى: «ادعوني أستجب لكم»، والدعاء من أجمل العبادات، وأحب شيء للإنسان حين تضيق به الحياة، وتنقطع كل أحبال الأمل، فالدعاء هو الأمل الوحيد الذي يكون لدى الشخص البائس والمتشائم، والدعاء له أفضال كثيرة، وله القدرة على تحقيق المعجزات، وخناك بعض الأشخاص تتساءل هل الدعاء يغير القدر.
هل الدعاء يغير القدر؟
قال الدكتور محمد عبد السميع مدير إدارة الفروع الفقهية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عبر البث المباشر لدار الإفتاء المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الدعاء بالفعل يغير القدر وأن الرسول -صل الله عليه وسلم- يقول: «لا يَرُدُّ القدرَ إلَّا الدُّعاءُ»، ويقول- صل الله عليه وسلم-: «لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء» ومعنى ذلك أن هناك تصارع بين القضاء والدعاء، فأيهما غلب صاحبه وقع؛ ولذلك فالدعاء يغير حياة الإنسان إلى خير حياة فهو سبباً لفك الكروب.
ومن جانبه قال الدكتور عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن المقصود بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم« لا يرد القضاء إلا الدعا «ء حيث أن القضاء المُعَلَّق وليس المُبرَم المَحتوم.
وأضاف عويضة أن القضاء نوعان: «المُعَلَّق والمُبرَم»، أما المعلق فليس معلَّقًا في علم الله تعالى، فالله عالم الغيب والشهادة، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، عِلمُه أزلي أبدي لا يتغيَّر، وهو بيد الملائكة وهذا النوع هو الذي يغيره الدعاء.
مستكملًا أمين الفتوى «أما القَضَاءُ الْمُبْرَمُ أي المحتوم فلا يَرُدُّهُ شَىْء، لا دَعْوَةُ دَاعٍ وَلا صَدَقَةُ مُتَصَدِّقٍ ولا صِلَةُ رَحِمٍ»، وأن َالْمُعَلَّقُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ مُعَلَّقٌ في صُحُفِ الْمَلائِكَةِ الَّتي نَقَلُوهَا مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ. مَثلًا يَكُونُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُم فُلانٌ إِنْ دَعَا بِكَذَا يُعْطَى كَذَا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لا يُعْطَى، وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ مَاذَا سَيَكُونُ مِنْهُ، فَإِنْ دَعَا حَصَلَ ذَلِكَ. وَيَكُونُ دُعاؤُهُ رَدَّ القَضَاءَ الثَّانِيَ الْمُعَلَّقَ».