إلقاء السلام من أهم سمات الإسلام، وجعل الله تحية الإسلام هى «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، وقال الرسول –صلى الله عليه وسلم- في حديثه: «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، ومن العادات الجيدة التي نفعلها أنه عند الدخول لمكان ما أننا نلقي السلام على الأشخاص الذي فيه، ولكن يراود البعض سؤال هام، وهو هل السلام باليد بين الرجل والمرأة حلال أم حرام.
السلام باليد بين الرجل والمرأة
تلقت دار الإفتاء المصرية هذا السؤال وأجاب عليه الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، قائلا: «مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية محل خلاف في الفقه الإسلامي؛ فيرى جمهور العلماء حرمة ذلك، وأجاز الحنفية والحنابلة مصافحة العجوز التي لا تُشتهى، بينما يرى جماعة من العلماء جواز ذلك؛ لما ثبت أن عمر بن الخطاب صافح النساء لمَّا امتنع النبي عن مصافحتهن عند مبايعتهن له، فيكون الامتناع عن المصافحة من خصائص النبي، ولا حرج في تقليد هذا الرأي عند الحاجة».
وأَضاف: «أما انتقاض الوضوء بالمصافحة فهو محل خلافٍ أيضًا؛ فيرى الشافعي أنها تنقض الوضوء ولو من غير شهوة، ويرى أبو حنيفة أن اللمس بنفسه لا ينقض ولو كان بشهوة، ويُفَصِّل الإمام مالك القول في ذلك بين ما إذا كان اللمس بشهوة فينقض أو من غير شهوة فلا ينقض، وعليه: فمن ابتلي بشيء من ذلك فله أن يقلد الأيسر له، وإن كان الخروج من الخلاف مستحبًّا».
مستكملًا حديثه «أما النظر للأجنبية فالمعتمد من مذاهب الفقهاء جواز النظر إلى الوجه والكفين، وزاد أبو حنيفة القدمين، ولا يجوز النظر إلى ما سوى ذلك إلا للضرورة كالحاجة العلاجية ونحوها».