الخميس 21 نوفمبر 2024

فن

إلهام شاهين: الفنان الذي يتدخل لتقليص أدوار زملائه «لا فيه فن ولا أخلاق» (حوار)

  • 29-9-2021 | 18:33

إلهام شاهين

طباعة
  • ولاء جمال

- أنتج أفلامًا للسينما المصرية حتى لو خسرت كل ما أملك وهذا دليل حبي

- أنا متعبة لكتاب السيناريو و«بفصص» الورق كلمة كلمة

- لا أستطيع إخفاء مشاعري.. و«دمعتى قريبة»

 

الفنانة إلهام شاهين تتمتع بنجومية حقيقية عن أصل فني ذي جذور تمتد لأعماق وجدان الشعب المصري رسختها عن دراسة أكاديمية للفن وبتجسيد جميع شخصياتها التي تعبر عن مشاعر النساء في كل حالاتهن، ذلك لأنها بطابع حسنها الذي يميزها عن الجميع هو الصدق ويظهر هذا حتي في مواقفها الحياتية في مواجهة أي أمر فلا تخشي في الحق لومة لائم.

وتعد إلهام شاهين صائدة الجوائز عن جدارة، لأنها تجيد حسن اختيار أدوارها وتملك زمام القدرات الفنية عن حرفية وصدق في تجسيد كل تفاصيل شخصيتها وكذلك هي الوحيدة التي قدمت براهين ودلائل عشقها للفن بإنتاج أفلام للسينما وليس لإلهام شاهين ولا تعبأ بخسارة أموالها التي كسبتها من الفن، وكان آخر جوائزها هي جائزة المهرجان القومي للمسرح.

 

وحاورت بوابة "دار الهلال" إلهام شاهين، بعد فوزها بجائزة المهرجان القومي للمسرح، لتكشف رأيها فيما يحدث على الساحة الفنية حاليًا.

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٥‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

وإلى نص الحوار:

** ماذا تعني لك جائزة المهرجان القومي للمسرح المصري؟

الجائزة قيمتها من الجهة التي تمنحها، فإذا كانت الجهة مهمة ولها قيمة فالجائزة تكون قيمتها لها قيمة أدبية كبيرة،  وجائزة المسرح القومي من أهم الجوائز لأن قيمتها الأدبية كبيرة، فأنا حصدت جائزة من وزارة الثقافة المصرية التي هي الدولة المصرية، فبالتأكيد لها فرحة كبيرة عندي حتى أنني من شدة فرحتي عندما صعدت نسيت تماما ما كنت أريد قوله، وإلى هذه الدرجة كنت في حالة من النشوة والسعادة لأنني أولًا أحب المسرح بشكل كبير، لأنه بيتي الأول وهو الذي قدمني للجمهور وهو سبب نجومية إلهام شاهين، وعن طريقه انتقلت إلى السينما والتلفزيون.

                                                                     

** كيف كانت مشاعرك خلال وقوفك على خشة المسرح لأول مرة؟

اول عمل في حياتي كان مسرحية اسمها "حورية من المريخ" لمسرح الدولة، وكنت سعيدة جدا بهذا، لأنني أبدأ حياتي بدور بطولة وفي مسرح الدولة الذي هو الجهة الأكثر احتراما في مصر فهذا يضعني في مكانه غير، ثم أنني فخورة أنه يقال دائما عنى أنني نجمة السينما الوحيدة التي درست مسرح وخريجة فنون مسرحية خريجة أكاديمية الفنون المصرية، فحتي حين يستعينوا بي في لجان تحكيم يكون لديهم ثقة أن إلهام شاهين سيكون حكمها حقيقيا لأنها درست المسرح، وعندما يُختار فنان ضمن لجنة تحكيم وهو لم يدرسه فعلى أي أساس سيحكم على الإخراج وعلى الموسيقى وعلى الديكور، وعلى أي أساس ستتنقد وأنت لم تدرس ولا تعرف هذه الأمور ولا تفهم ماهيتها.

قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

والدراسة في معهد فنون مسرحية غير ما يفهمه الناس، فهم يعتقدون أن الدراسة تمثيل فقط، في حين أن التمثيل نصيبه حصة واحدة في الأسبوع بينما باقي الأسبوع يدرس حرفية سيناريو وإخراج وموسيقي وإضاءة وفن تشكيلي و نقد فني، فالدراسة ليست مسألة شهادة والسلام.

بعض الأشخاص يقولون أننى أكتفي بالموهبة، وهذا غير صحيح، لأن الثقافة الفنية التي اكتسبها في حياتي جاءت من الدراسة فهي تفتح مداركي وتجبرني أن أقرأ في مجالات كثيرة حول شغلي، فأصبح "فاهمة في شغلي"، وهذا الوعي يجعلني أعرف كيفية اختيار سيناريو جيد وأعرف كيفية اختيار المخرج الذى يجب أن أعمل معه وكذلك أعرف إذا كنت أنا بالفعل أشارك في عمل له قيمة أو لا، يعني أنا مثلا متعبة جدا في السيناريو فالكتاب دائما ما يقولون إلهام شاهين متعبة، لأني في قراءة أي سيناريو أحلله وبالبلدى «بفصصه كلمة كلمة» وهم غير معتادين على هذا مع باقي الفنانين.

 

** ما رأيك عموما في نوعية السيناريوهات التي تعرض عليك؟

لا يوجد شيء يرضيني، ولذلك يقولون لي أصبحتي مقلة ثم أنني عملت مع كبار الكتاب، فعندما ترجعين لأعمالي الناجحة من الذي كتبها؟ مثلا في السينما وحيد حامد، بشير الديك، في التلفزيون أسامة أنور عكاشة، محمد جلال عبد القوي، محسن زايد، يسري الجندي، ومحمد حلمي هلال طبعا الذي كتب فيلم "يا دنيا يا غرامي."

 

** السيناريو هو العظم الأساسي لأي عمل.. لكننا نرى أن بعض الأبطال وخاصة البطلات يغيرون كثيرًا بل ويستأصلون معظمه ويطغون على فكر الكاتب لأغراض شخصية؟

 

هذا ما يجعلنا نفشل لأنه لابد أن نحترم فكر الكاتب، وعندما أقتنع به ممنوع أغير أي شيء فيه.. أنا لست مقتنعة لا أوافق من الأساس، لكن أنا لا استطيع أن أتحرك داخله لأن هذا فكر الكاتب.

قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏ و‏ملابس خارجية‏‏

** وهل تفعلين ذلك مهما كان الكاتب صغيرًا ويريد فرصة؟

طبعا مهما كان صغيرًا أحترم فكرة، وبالتأكيد نحن ننظم جلسات عمل ومناقشات، فإذا كان عندي أي إضافة أو لأي فنان والمخرج طبعا يكون له إضافات أو أي شيء يفيد العمل ككل وليس لإلهام شاهين.

 

** في رأيك.. لماذا نرى الآن عدم احترام لكتاب السيناريو؟

عملت مع أسماء كبيرة سواء كتاب أو مخرجين وكان كل منهم مهم جدا وكانوا لهم قيمتهم ولا يجرؤ فنان أن يفرض عليهم شيئا، وليس كما نسمع الآن أن ممثل من الجدد هو الذي يتدخل في الكتابة، وهو الذي يتدخل في شغل المخرج، وأنا أقول هذا عيب، ومن المفترض أن المخرج والكاتب لا يسمح بهذا، وإذا كان التدخل بهدف الغيرة وتقليل الأدوار فهذا أقبح وأسميه عدم ثقة بالنفس، لأنه عندما يكون فنانا كبيرا واسما ونجما ويقول لا أريد أدوار بجانبي مهمة فلا معني لهذا إلا أنه يشعر أنه ضعيف وأن الأدوار التي بجانبه يمكن أن تطغي عليه، والفنان الواثق في نفسه لا يقلق من كل الناس التي تمثل حوله من أن يكونوا أقوياء، بالعكس يريد كل الناس تكون قوية، لأن الكل يكمل البعض، فلا أحد ينجح وحده، لا بد لكل العناصر حوله تكون قوية.

 

** كيف ترين الفنانات اللاتي يتدخلن لتقليص أدوار زميلاتهن بسبب الغيرة النسائية؟

الحقيقة هذا شيء ليس فيه فن أو أخلاق ، أنا عملت مع أسماء كبيرة، ولم يجرؤ أحد أن يتدخل في عملهم، وأيضًا المخرجين لم يكن يجرؤ أى شخص أن يفرض عليهم أمرًا مثل يحيي العلمي ومحمد فاضل وأنعام محمد علي.

** مهما كان اسم النجم؟

طبعا.. نحن عملنا مع أسماء محترمة، وهذه الأسماء هي التي أنتجت فنًا له رسالة وهدف، وفي نفس الوقت ممتع في مشاهدته.

** هل ترين أن الكاتبات أو المخرجات لديهن طعم وخصوصية في السيناريو والإخراج تختلف عن الرجال؟

أنا أحب العمل مع النساء وأجمل الأعمال التي قدمتها مع الجيل الحالي مع المخرجة كاملة أبو ذكري ومع الجيل السابق كانت إيناس الدغيدي في السينما، واشتغلت طبعا في الفيديو مع أستاذة الأساتذة إنعام محمد علي وكذلك اشتغلت مع رباب حسين، وأكون سعيدة جدا عندما أعمل مع المخرجات، وكنت أحضر مع هالة خليل عملا لكنه تعرقل قليلا وأتمني أن نستكمله، وطبعا الكاتبات مريم نعوم عملت معي فيلم "واحد صفر" وكنت طايرة بها من السعادة، والكاتبة هناء عطية عملت معها فيلمين مهمين "خلطة فوزية" و"يوم للستات" وعندي فيلم لهناء عطية كذلك "نسيم الحياة" لم نبدأ في تصويره بعد وآخر أعمالى مع الكاتبات مع شهيرة سلام في حكاية حتة منى بمسلسل "زي القمر".

قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

** عبرت بمنتهى الصدق في حكاية "حتة مني" عن مشاعر النساء.. كيف كان ذلك؟

الحمد لله.. أكون سعيدة دائما عندما يقولون لي "أنت بتعبري عننا البنات والستات" لأن هذا هو الهدف من الفن أني أوصل صوتهن ومشاعرهن.

** كيف تشحن إلهام شاهين بطاريات مشاعرها المتدفقة التي نصدقها ونستمتع بها علي الشاشة؟

هي خبرات متراكمة سواء فنية أو حياتية، فالخبرات الحياتية تصقلني بالتأكيد مع الخبرات الفنية، ولا تنسي أنني اشتغلت كثيرا جدا في حياتي ولم يكن في حياتي كلها غير الشغل.

** ولكن ألا ترين أن صدقك في مشاعرك ووضوحك في الحياة التي جعلت داخل الإنسانة إلهام شاهين مثل خارجها تماما فلا يكون عندك مواربة والتصالح مع نفسك؟

أنا فعلا إنسانة بسيطة جدا وصريحة لا أعرف كيفية إخفاء مشاعري، وفعلا مشاعري متقدة دائما تجديني سريعة الانفعال ودمعتي قريبة فأنا مشاعري صادقة بزيادة، والإنسان الصادق في حياته سيكون صادقا علي الشاشة، لأن فيه جزء بالتأكيد من شخصيتي أضعه في كل شخصية أقدمها، وأيضًا الكذاب في حياته ستجدينه كذابا على الشاشة، وأنا دائما أقول لهم أنا لا استطيع أن أمثل أنا أعيش اللحظة بحقيقي لتكون لحظة صدق ويحدث ما يحدث لي بداخلها ليس مهما، وهناك أعمال دخلت منها المستشفى بانهيار عصبي.

 

** تعتبرين نفسك نجمة وسط منظومة متكاملة السيناريو ثم الإخراج وهكذا ثم تجسدين كل هذا للكاتب والمخرج وليس العكس.. لماذا؟

هذا هو الصحيح فنحن منظومة تكاملية ومن يطغى على الآخر في أي عمل ستكون نجاحات مؤقتة لكن لن تذكر في التاريخ.

** نفرح عندما نجدك تنتقدين أمور معينة بآراءك الجريئة والحقيقة لذلك احيانا تحدث صدمة فهل تكون بمثابة حجر في المياه الراكدة وبالتأكيد لكم دور في إصلاح الذي فسد من بعض الفن؟

أنا أقول رأيي دائما وبصدق وبحرية، والصدمات هي التي تفيق الناس لأنني انتقد بحب، فأنا أريد الكمال لمهنتنا وأن يكون كل شيء مضبوطًا وباحترام وله قيمة، فأنا أحاول دائما ونحن تقريبا نعيش في صراعات طول الوقت بمحاولات للإصلاح للأحسن.

 

**جرأتك وتضحيتك في الإنتاج دليل حبك للسينما على الرغم من أنك لا تفهمين فيه أو في حساباته.. ما تعليقك؟

 

أنا أنتج للسينما المصرية فمثلا في فيلم "يوم للستات" كنت أصغر دور في الفيلم، لأنني لا أنتج فيلمًا لإلهام شاهين، بل أنتج فيلم للسينما ومقتنعة به مثلما هو كذلك ولا أريد أن أكبر دور ولا هذا الكلام في دماغي مطلقا، أنا بعمل فيلم للسينما المصرية بدليل أنه في إنتاجي 10 نجوم ونجمات كلهم أبطال وهذا من حبي للسينما وانا مجنونة بها فعلا رغم أنني لا أفهم في الحسابات بمعني أنني "ضايعة" فيها.

 

والحب ليس كلام أنا بحب كل حاجة اجعلها عملي لأن فيه ناس بتتشدق بكلام كثير لكن الحقيقة وعلى أرض الواقع أنهم ليسوا كذلك هو فقط شعارات، لكن أنا كل شيء أقوله ستجدينني أنفذه على أرض الواقع فعندما تجديني أقول أنا بحب الصراحة والإنسان الشجاع الذي يواجه فستجدينني في مليون موقف صريحة وفي مليون موقف مواجهة، أقول أنا أحب مهنتي فتجدينني أضيع أموالى كلها التي كسبتها في المهنة حتى لو خسرتها فهذا دليل حب أكيد.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة