أعلنت كوريا الجنوبية واليابان عن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي "مجهول الهوية" مستهدفا البحر الشرقي لكوريا الشمالية، حيث كان هذا الإطلاق هو الثالث لبيونج يانج هذا الشهر ، بعد أن اختبرت كوريا الشمالية صاروخا "استراتيجيا" وقذيفتين باليستيتين.
وكانت هذه الاختبارات أول عملية إطلاق من كوريا الشمالية منذ ستة أشهر، وهو ما فسره الخبراء بأن هدفه إظهار قدرة بيونج يانج على مهاجمة حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في إشارة إلى كوريا الجنوبية واليابان.
وقال رئيس الوزراء الياباني، يوشييد سوجا، وفقا لصحيفة "ذا اندبندت" البريطانية، إن حكومته تقوم بتحليل تفاصيل آخر عملية إطلاق صاروخ باليستي و"ستزيد من يقظتها".
وتعد تلك العمليات انتهاكا سافرا لقرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 1918 الصادر في أكتوبر 2006، وفيه تم منع كوريا الشمالية من اختبار القذائف الباليستية.
وقد تم إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي قبيل خطاب مبعوث كوريا الشمالية ،كيم سونج، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو الخطاب الذي حث فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على التخلي عن سياساتهما العدائية تجاه بيونج يانج قائلا "إنه لا يمكن لأحد أن ينكر حق بلاده في الدفاع عن النفس وفي اختبار الأسلحة".
وأكد كيم سونج كذلك أن" كوريا الشمالية تنمي رادعاً موثوقاً يمكن أن يسيطر على القوات المعادية في محاولة غزو عسكري".
وكانت محادثات واشنطن وبيونج يانج بشأن نزع السلاح النووي خاملة في أعقاب قمة عام 2019 بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون.
وبرغم حالة المواجهة بين الكورتين يقول المراقبون إن هناك جهودا للتقارب بينهما تتم بعيدا عن الأضواء وتهدف إلى تعزيز الاحترام والحياد بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، ففي الأسبوع الماضي، قالت كيم يو جونج، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون: "إن بيونج يانج مستعدة للنظر في عقد قمة بين البلدين"، ورحبت سول بذلك وحثت على ضرورة إعادة ربط الخط الساخن بين البلدين.
وقالت "ذا اندبندنت" في تقريرها إن مصادر كورية قد أكدت لها "أن بيونج يانج استجابة لدعوات الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، لإعلان إنهاء الحرب الكورية 1950-1953 وذلك بهدف تعزيز السلام في المنطقة، وفي الأسبوع الماضي خلال اجتماعات الأمم المتحدة ، اقترح رئيس كوريا الجنوبية "التوقيع على إعلان نهاية الحرب بين الكوريتين والولايات المتحدة والصين".
إلا أن مسؤولين من سول وصفوا الإعلان بأنه خطوة "سياسية" و"رمزية"، حيث يتطلب الأمر توقيع على معاهدة سلام لإنهاء الحرب الكورية رسميا.
تجدر الإشارة إلى أن حرب الكوريتين، التي استمرت ثلاثة أعوام قد وضعت أوزارها بإعلان للهدنة، وهو ما يعني من الناحية الفنية أن البلدين مازالا في حالة صراع.