الثلاثاء 18 يونيو 2024

الرئيس يستقبل وفدًا بمجلس الأمن القومي الأمريكي.. وخبراء: واشنطن ترغب فى تنشيط العلاقات والتشاور مع القاهرة

العلاقات المصرية الأمريكية

تحقيقات30-9-2021 | 14:48

آية يوسف

بعد زيارة الوفد الأمريكي على رأسه مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، للقاهرة لمناقشة عدة قضايا مطروحة على ساحة إقليم الشرق الأوسط، أبرزها الملف الليبي والانتخابات البرلمانية الليبية، وأيضا الدور المصري، أكد خبراء سياسيون أن هذه المباحثات تعكس الحرص الأمريكي على تعزيز العلاقات مع مصر وكذلك التشاور بشأن قضايا المنطقة كما تصدرت أولويات اللقاء قضية سد النهضة الإثيوبي.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس طلب نقل تحياته إلى الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، مؤكداً حرص مصر على تعزيز وتدعيم الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، استمراراً لمسيرة العلاقات الممتدة بين الجانبين على مدار أكثر من ٤ عقود، لا سيما على الصعيدين الأمني والعسكري، وهي الشراكة التي طالما ساهمت في جهود الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط في مقابل ما يشهده من توتر واضطراب.

زخم فى العلاقات

وفي هذا الصدد، قال السفير على الحفني، نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية الأسبق، إن جميع الملفات التي طرحت خلال لقاء الرئيس السيسي ومستشار الآمن القومي الأمريكي مهمة، بداية من ملف سد النهضة الذى وصفه الرئيس بالقضية الوجودية، وأن مصر لن تقبل بأى مساس بأمنها المائي، وهذا تأكيد على الموقف المصري في هذا الشأن بعد صدور بيان مجلس الأمن الأخير.

 

وأوضح الحفني، في تصريحات لبوابة" دار الهلال"، أنه كان رد مستشار الأمن القومي الأمريكي أن الولايات المتحدة سوف تلعب دورا مهم، فيما يتعلق بتأمين الآمن المائي والمصالح المائية والتنموية للأطراف الثلاثة، وتعد الولايات المتحدة هي إحدى الدول المراقبة، التي ستكون معنية باستئناف المفاوضات، خصوصا بعد دعوة مجلس الأمن لاستئناف المفاوضات في فترة وجيزة مع التوصل لحل يرضي كافة الأطراف المعنية.

 

 

وأشار  إلى أنه ليس هناك شك أن هذه فرصة لشرح وتوثيق المواقف بين مصر والولايات المتحدة، في هذا الملف الذى يمثل أولوية على أجندة المصرية في الوقت الحالي، ايضا الملف الليبي الذي كان يعد أحد الموضوعات الرئيسية لمستشار الأمن القومي الأمريكي، وأيضا المباحثات التى تمت مع وزير الخارجية المصري والأمريكي ركزت على هذا الجانب، فتم تناول التطورات الخاصة بليبيا خصوصا وضع الانتخابات القادمة.

 

وأضاف وهذا يدل على اهتمام امريكي بالشأن الليبي وتطوراته في الوقت الحالى والفترة القادمة، خصوصا بعد صدور قرار من مجلس النواب الأمريكي بفرض عقوبات على ليبيا للأشخاص المعطلة للمسار السياسي هناك، وهذا الأمر يعيدنا مرة أخري للسياسة الأمريكية فيما يتعلق بالعقوبات وتوقيتها والمقصد منها، الذي يثير جدل وتساؤلات وهل سيساعد بالفعل أو سيكون أحد العوامل المعطلة للمسار السياسي الليبي.

 

وأكد أنه هناك اهتمام متزايد للولايات المتحدة في الفترة  الحالية والقادمة في ليبيا، ومن ثم الحاجة للتنسيق مع مختلف الفاعليات سواء في ليبيا أو مصر، وبالتالى هناك زخم في العلاقات المصرية الأمريكية، فرأينا مصر شاركت في مناورات حضرها عدة دول في تونس، ومصر شاركت أيضا مع الولايات المتحدة في تدريبات عسكرية في البحر الأسود، مصر شهدت قائمة المرحلة الثانية من مناورات "النجم الساطع".

 

وأكمل أن كل هذا يدل على أن هناك حالة زخم في العلاقات السياسية والعسكرية والأمنية بين مصر والولايات المتحدة، واضح أن هناك رغبة من الولايات المتحدة بتنشيط العلاقات المصرية الأمريكية، كما أن الحوار الاستراتيجي الذي يتم بين مصر والولايات المتحدة يغطي كافة المجالات، فمصر الأن تقوم بأدوار مختلفة فيما بتعلق بأوضاع المنطقة، واعتراف بها كرمانة ميزان في قلب المنطقة.

 

حرص أمريكى على التشاور مع مصر

ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن لقاء الرئيس السيسي لمستشار الأمن القومي الأمريكي، مرتبط جدول أعمال يحتوى على الملف الليبي والقضية الفلسطينية والسد الإثيوبي، بالإضافة إلى العلاقات الثائية، وهناك مساحة من التفاهم بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في بعض من القضايا، فجزء من الزيارة يتمثل في معرفة الجانب الأمريكي لموقف الانتخابات الليبية، التي ستجري في شهر ديسمبر المقبل هل ستتم أو لا تتم.

 

وأوضح، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أنّ جزء آخر منها مرتبط بالرسالة التي أبلغها الرئيس السيسي للوفد الأمريكي، بشأن ملف السد الإثيوبي والتأكيد على حق مصر في تأمين أمنها المائي، وبالتالي هناك رسائل مصرية وجهت في هذا اللقاء مرتبطة بموقف مصر اتجاه السد الإثيوبي، وإجراء الانتخابات الليبية في موعدها 24 ديسمبر المقبل، وأيضا تأكيد الرئيس السيسي على ضرورة حل القضية الفلسطينية وضرورة التعامل معها بجدية في إطار المتغيرات الجارية لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

 

وأشار إلى أن الجانب الأمريكي أيضا كان له رسائل مقابلة، منها التأكيد على دور مصر المحورى في الإقليم ودور مصر في مواجهة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط ودور مصر في الاستراتيجية الأمريكية وهذا مرتبط بالعلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، التي تعد علاقات جيدة بها مساحة من التباين في بعض الأمور، لكن القضية لا تتوقف على تقديم مساعدات عسكرية بينما هي مرتبطة بحجم الشراكة العسكرية، على سبيل المثال مناورات "النجم الساطع"  منذ 10 أيام في القاهرة بحضور 21 دولة، فبالتالي هناك تقارب مصري امريكي في جملة من الملفات.

 

وأضاف أن هذه الزيارة تعد مهمة لأنها تأتي بعد زيارة وزير المخابرات المركزية الأمريكية لمصر منذ حوالى شهر، وأيضا بعد لقاء سامح شكرى لوزير الخارجية الأمريكي في الجمعية العامة، إذن هناك حالة زخم في العلاقات المصرية الأمريكية، مرتبطة بقضايا مشتركة، لأن مصر اليوم مهمة بالنسبة للولايات المتحدة، وكما قال الرئيس اليوم أن هناك نوع من الاستقرار في العلاقة على مدي 4 عقود، وهذه إشارة مهمة أن العلاقات المصرية الأمريكية لا تقف أمام أي تباينات من أي نوع كما إن هناك حرص للتشاور مع مصر.

 

وأكد أننا لن نستطيع تقييم الموقف الأمريكي اتجاه مشروع السد الإثيوبي خلال اللقاء، لأن الموقف الأمريكي قائم على فكرة العودة إلى آلية الاتحاد الإفريقي، وإلى ضرورة قيام الاتحاد الإفريقي بمباشرة دوره في إيطال التوثيق مع الجانب المصري والكنغو باعتبارها رئيس الاتحاد، وبالتالى لا نستطيع قول أن الموقف الأمريكي داعم لمصر، إنما هو بطبيعة الحال موقف يستند إلى ما أقره مجلس الآمن في الجلسة الأخيرة، على ضرورة وجود حل توافقي وتراضي بين الثلاث اطراف.

 

وأكمل وبناء علية يعد الموقف الأمريكي تجاه سد النهضة موقف مراوغ، يقول الشيء بين السطور، ولكن الرئيس السيسي قال عبارة بأن الاتفاق يجب إن يكون ملزم وعلى قواعد وأسس تشغيل ويقبل بين كل الأطراف، فكانت رسالة الرئيس السيسي قوية وواضحة.

 

مصر رمانة ميزان في المنطقة

ومن جانب آخر، قال اللواء حمدي بخيت، الخبير الأمني والاستراتيجي، هناك ملفات كثيره تخص الولايات المتحدة مع مصر، وملفات شرق المتوسط من سد النهضة والشأن الليبي والصراعات، كل هذا يأتي على خلفية واحدة وهى أن الأمريكان يبتعدوا عن ساحة منطقة الشرق الأوسط، وينسقوا جهودهم مع قوة معينة داخل المنطقة مثل تركيا و إسرائيل والسعودية و مصر وغيرهم.

وأوضح بخيت، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن مصر تعتبر قوة فاعلة ولها تأثيرها في المنطقة وملفاتها، لذلك كان الملف البارز في اللقاء بالنسبة للجانب الأمريكي هو الملف الليبي، كما أن امريكا لديها مصالح داخل ليبيا، فتحتاج لوجود قوة معينه كرمانة الميزان في المنطقة التي تتمثل في مصر.

وأشار ان دور مصر مهم وبارز جدا في دعم الاستقرار في ليبيا، خاصة تنسيق الإدارة المصرية مع الشعب الليبي وحكومته وبرلمانه، لذلك يعد دور مصر في ليبيا هو دور محوري، كما أن ليبيا جار جغرافي لمصر ويؤثر على الأمن القومي المصري مباشرة، لوجود ميلشيات وعصابات وجيوش أجنبية.

وأضاف مازالت أدوار القوي الكبري في ملف سد النهضة تتمحور حول الوساطة، وإقناع الأطراف بالتراضي والاتفاق على نظام لإدارة هذا السد، فيما لا يؤثر على حصص المياه بالنسبة لدول المجرى والمصب، فمازال الدول الكبري لها دور وتستطيع إن تقنع إثيوبيا بأن ترضخ لمنطق العقل ولا تستخدم المياه كأداة سياسية.