الأربعاء 26 يونيو 2024

علماء: أكبر حدث زلزالي تحت الماء تسبب في ولادة بركان جديد عملاق

بركان ثائر

الهلال لايت 30-9-2021 | 23:26

داليا شافعي

وجد العلماء مؤخرًا أن حدث زلزالي ضخم بدأ في مايو 2018 وشعر به في جميع أنحاء العالم أدى إلى ولادة بركان جديد تحت الماء.

وذكر موقع "ساينس أليرت" المهتم بالعلوم أن قبالة الساحل الشرقي لجزيرة مايوت، ترتفع بروز جديد عملاق يبلغ 820 مترًا (2690 قدمًا) من قاع البحر، وهو مكان بارز لم يكن موجودًا قبل الزلزال الذي هزّ الجزيرة في مايو 2018.

وكتب الباحثون في ورقتهم :"هذا هو أكبر ثوران بركاني نشط تم توثيقه على الإطلاق".

ويعد البروز الجديد، الذي يُعتقد أنها جزء من بنية تكتونية بين صدع شرق إفريقيا ومدغشقر، مساعدة للعلماء على فهم عمليات الأرض العميقة التي لا نعرف عنها إلا القليل نسبيًا.

وبدأت الهزات الزلزالية للحدث الجاري في 10 مايو 2018. بعد بضعة أيام فقط، في 15 مايو  ضرب زلزال بقوة 5.8 درجة، هز الجزيرة المجاورة. 

وفي البداية ، كان العلماء في حيرة من أمرهم. لكن لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لمعرفة وقوع حدث بركاني، لم يسبق له مثيل من قبل.

وتكشف الإشارات إلى موقع يبعد حوالي 50 كيلومترًا من الساحل الشرقي لجزيرة مايوت، وهي منطقة فرنسية وجزء من أرخبيل جزر القمر البركاني الواقع بين الساحل الشرقي لأفريقيا والطرف الشمالي لمدغشقر.

لذلك أرسل عدد من المؤسسات الحكومية الفرنسية فريق بحث للتحقق من ذلك.وهناك عثروا على جبل تحت البحر لم يكن موجودًا من قبل.

وبقيادة عالمة الجيوفيزياء، ناتالي فوييه، من جامعة باريس في فرنسا، وصف العلماء النتائج التي توصلوا إليها في ورقة بحثية جديدة.

وبدأ الفريق في مراقبة المنطقة في فبراير من عام 2019. واستخدموا سونار متعدد الحزم لرسم خريطة لمنطقة قاع البحر تبلغ مساحتها 8600 كيلومتر مربع. كما وضعوا شبكة من أجهزة قياس الزلازل في قاع البحر يصل عمقها إلى 3.5 كيلومترات، ودمجوا ذلك مع البيانات الزلزالية من جزيرة مايوت.

وبين 25 فبراير و 6 مايو 2019، اكتشفت هذه الشبكة 17000 حدث زلزالي، من عمق حوالي 20 إلى 50 كيلومترًا تحت قاع المحيط - وهو اكتشاف غير عادي، لأن معظم الزلازل تكون ضحلة جدًا. كان هناك 84 حدثًا إضافيًا أيضًا غير عادي للغاية، حيث تم اكتشافه عند ترددات منخفضة جدًا.

وتحت البركان الجديد، قد تكون العمليات التكتونية تسببت في حدوث أضرار للغلاف الصخري، مما أدى إلى سدود استنزفت الصهارة من الخزان عبر القشرة، مما أدى إلى إنتاج أسراب من الزلازل في هذه العملية. وفي النهاية ، شقت هذه المادة طريقها إلى قاع البحر، حيث اندلعت، مما أدى إلى إنتاج 5 كيلومترات مكعبة من الحمم البركانية وبناء البركان الجديد.

وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: "إن أحجام وتدفق الحمم البركانية المنبعثة خلال حدث مايوت الصهاري يمكن مقارنتها بتلك التي لوحظت أثناء الانفجارات في أكبر النقاط الساخنة على الأرض".

وأضافوا: "يمكن أن تشمل السيناريوهات المستقبلية انهيار كالديرا جديدًا، وثورات بركانية على المنحدر العلوي أو ثوران بركاني على الشاطئ. وتشير تدفقات الحمم البركانية الكبيرة والأقماع على المنحدر العلوي وشاطئ جزيرة مايوت إلى أن هذا قد حدث في الماضي.

ويشير الباحثون إلى أنه منذ اكتشاف الصرح البركاني الجديد، تم إنشاء مرصد لمراقبة النشاط في الوقت الفعلي، وتستمر رحلات العودة لمتابعة تطور الثوران والصروح.

ونُشر البحث في مجلة ناتشر جيوساينس.

الاكثر قراءة