أكد رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية، بشر الخصاونة، أن زيارته إلى القاهرة تتناول بحث سبل دعم علاقات التعاون المشترك بين البلدين، والتنسيق فيما يخص قضايا المنطقة، مشيرا إلى أن بلاده لديها أولويات مهمة في التنمية والتنسيق الاقتصادي مع جمهورية مصر العربية.
وقال الخصاونة - في حوار أجراه معه الكاتب الصحفي مصطفى بكري على موقع "الأسبوع نيوز" - إن التواصل بين مصر والأردن شبه يومي، ونحن لدينا مع مصر أولويات مهمة في التنمية والتنسيق الاقتصادي والاهتمام الاستراتيجي بالتعاون مع العراق الشقيق، حيث تأخذ أشكال التعاون المشترك طابعا مؤسسيا من خلال القمم الثلاثية (مصر والأردن والعراق) والتي بدأت في القاهرة، ثم تلتها قمم أخرى حتى أصبح لدينا الآن آلية وسكرتارية في الدول الثلاث، وهى آلية طموحة تحدد التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار وتعظيم المشتركات والبناء عليها.. ونرحب بانضمام أي من الأشقاء إليها.
وحول التعاون في مجال النفط .. قال رئيس الوزراء الأردني: "بالفعل، تم تحديد بعض المشروعات الاستراتيجية؛ ومن بينها: أنبوب النفط الذى يصل من العراق إلى الأردن، ثم إلى مصر، علاوة على المنطقة الصناعية التي ستقام على الحدود الأردنية- العراقية، قريبا، والتي ستعود بالفائدة على مصر والجميع.
وأضاف أن التنسيق يشمل أيضا مشاريع المقاولات وإعادة البناء في العراق الشقيق وتحقيق المنافع للدول العربية وشعوبها، على قاعدة الربح المشترك للدول العربية المشاركة.
وردا على سؤال حول العلاقات بين الأردن ودول الخليج، قال الخصاونة: "العلاقة بين الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي علاقة متميزة تماما، كما أن من الثوابت الأردنية أن أمن واستقرار وسلامة أشقائنا جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن العربي، وكذلك نظرتنا إلى مصر، التي تشكل جزءا أساسيا من الأمن القومي العربي، سواء ما يتعلق بالتهديدات ذات الطبيعة العسكرية، أو الأمن الاقتصادي المتعلق بالعلاقات التي تجمع هذه الدول كافة، ومن هنا نستطيع القول: إن علاقاتنا بدول مجلس التعاون الخليجي يسودها التعاون والتفاهم المشترك في كافة المجالات، وهي الأمور، التي سبق أن أكد عليها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في أكثر من مناسبة وأكثر من لقاء.
وردا على سؤال حول أنبوب الغاز الذى جرى الاتفاق على توصيله إلى لبنان.. قال الخصاونة لقد جرى عقد اجتماع فى عمان مؤخرا، حضره مسئولون ومتخصصون من مصر والأردن وسوريا ولبنان.. مشيرا إلى أنه يجرى الآن وضع توصياته وآلياته موضع التنفيذ لصياغة وصول الغاز إلى لبنان لتحقيق احتياجاتهم من الطاقة، خاصة وأن لدينا قناعة جميعا بأننا في مركب واحدة واستقرار لبنان وأمنه وسلامته هو هدف استراتيجي لنا جميعا، من منطلق الحرص والنأي به عن الأزمات والمشاكل.
وحول موقف الأردن من الإدارة الأمريكية الجديدة ورؤيته لمسارها تجاه قضايا المنطقة، وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية.. قال الخصاونة: تربطنا بالولايات المتحدة علاقات تاريخية استراتيجية، وذلك بغض النظر عن الحزب الذى يحكم، سواء كان الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري، وتأتي أهمية علاقات بلدنا بالولايات المتحدة من كونها تدرك الأولويات المشتركة، والمناطق التي نختلف فيها في إدارة بعض التفاصيل، وتفهم الخصوصيات.. والملك عبد الله الثاني له صداقة وعلاقة قديمة بالرئيس الأمريكي جو بايدن وهو أمر يعطى دفعة لهذه العلاقات للمضي قدما إلى الـمام والتفاهم حول الملفات والقضايا المشتركة.
وأضاف الخصاونة: أن الإدارة الأمريكية الجديدة تميل إلى العمل الدولي متعدد الأطراف في مختلف مقارباتها مثل العراق واتفاق "باريس المناخي"، وغيرها، مرورا بالعمل في مقاربات بعض التحديات والاشكاليات التي تهدد السلم والاستقرار، وهذه المنهجية في مقاربة التحديات تأتى من خلال الدبلوماسية والحوار لتصل إلى كافة القضايا الشائكة، مما يجعل هذه العلاقة الاستراتيجية "علاقة ميسرة"، ونستطيع أن نستفيد، ونوظفها لصالح قضايانا، وفى مقدمتها "القضية الفلسطينية"، وضرورة التوصل عبر المفاوضات إلى حل الدولتين، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وضمان إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها "القدس الشرقية".
جدير بالذكر أن رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية بشر الخصاونة، قد وصل إلى القاهرة مساء اليوم، وكان في استقباله رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، حيث أٌجريت مراسم الاستقبال الرسمية والوفد المرافق له.
ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الأردني جلسة مباحثات مع مدبولي؛ لاستعراض مقترحات تعزيز التعاون الثنائي بين جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، كما سيقوم الوفد الأردني بزيارة العاصمة الإدارية الجديدة.