الثلاثاء 1 اكتوبر 2024

النائبة... والتحرش

28-5-2017 | 10:01

بقلم : عاطف بشاي

-1-

تفتق ذهن نائبة برلمانية هي "زينب سالم" بمقترح إخصاء المتحرشين للحد من ظاهرة التحرش، فهي تري أنه لا سبيل لردع هذا الفعل الإجرامي المشين، بعد فشل طرق العلاج الأخري في نفس الوقت الذي تتفاقم فيه تلك الأحداث لتشكل ظاهرة مفزعة توصم المجتمع وتدين العجز عن المواجهة والتصدي.. ويبدو هذا العجز واضحاً في فشل المجلس القومي للمرأة والمنظمات النسائية في تقديم مقترحات فاعلة للقضاء علي تلك الجريمة التي تفشت في المجتمع.

وفي حديث صحفي نشر بـ «روزاليوسف» العدد الماضي.. أوضحت أنها طالبت بالإخصاء الكيميائي (الذي يوقف المتحرش عن الممارسة الجنسية لمدة خمس أو ست سنوات.. تمييزاً له عن الإخصاء الجراحي باستئصال الأعضاء التناسلية.

وحين واجهتها المحررة بأن الاخصاء تم ارجاؤه منذ العصور الوسطي فكيف تطالب بعودته مرة أخري.. أكدت أنه توجد دول كثيرة اتجهت إلي تطبيقه مرة أخري "كالتشيك" و"تركيا" وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وبولندا.

-2-

استوقفني ذلك الاقتراح وتأملته بمزيج من الدهشة والأسف.. لقد مرت علينا أهوال في السنوات الأخيرة صبغت واقعنا المعاصر بصبغة تراجع حضاري مزر تصاعدت أحداثه تصاعداً درامياً وصولاً إلي ذروات مفجعة من تمييز ديني ونبذ للآخر تطور إلي عنف طائفي تمثل في حرق وتفجير كنائس وبيوت مسيحيين وتكفيرهم وإقصاء قسري وتهجير جماعي وإرهاب دموي شمل المجتمع كله بمسلميه وأقباطه.. أو تحرش لفظي تطور إلي تحرش جسدي.. فردي ثم جماعي.. مارسه طلبة وطالبات داخل الحرم الجامعي ضد معيدة بكلية أزهرية تم تمزيق ملابسها وتصويرها عارية في واقعة حقيرة، لأنها لا تسير في ركب مساندة تيارهم الفاشي وتجاوزاته الإرهابية.. وقبل ذلك معلمة منتقبة تنقض - في تحرش ديني- علي شعر طفلتين في الفصل الدراسي وتقص شعرهما عقاباً لهما علي عدم ارتداء الحجاب.. ويتكرر ذلك من خلال مدرس يعتدي نفس هذا الاعتداء الجسدي علي طالبة في الصف الخامس الابتدائي بإحدي المدارس لإجبارها علي ارتداء الحجاب.. وصولاً إلي حوادث هتك العرض.. والاغتصاب والاعتداء علي الأطفال.. وآخرها الحادثة المفزعة التي زلزلت مشاعر الجميع حيث اعتدي مأفون علي رضيعة اعتداء وحشياً..

ما جعلني أشعر بالأسي والأسف بل واليأس أننا مازلنا نبحث عن تكثيف وتفعيل وتغليظ عقوبات المتحرشين.. ولا نسعي إلي اجتثاث جذور التحرش مثلما نبحث عن تشديد العقوبات ضد الإرهابيين ولا نسعي إلي مواجهة ظاهرة الإرهاب نفسها.

يا سيدتي النائبة، إن إخصاء المتحرش يحوله إلي مجرم سيكوباتي أو إرهابي قاتل أو كائن مشوه العقل والوجدان.. ويفاقم الظاهرة ولا يحلها.

    الاكثر قراءة