تمر بريطانيا بأزمة فى توريد الوقود لمحطات التعبئة وقد مرت بنفس الأزمة فى السبعينات أضطرت إلى تقنين الوقود وتقليص عدد أيام العمل واليوم تمر بريطانيا بنفس الأزمة ، ساعات طويلة من الانتظار لملء الخزانات، طوابير لعدة أميال خارج محطات الوقود، البعض من المواطنين ينامون في سياراتهم والبعض الآخر يحاول أن يتجاوز الازمة والعديد منهم يشعرون بالهلع مما يرونه رغم دعوة الحكومة البريطانية لعدم الذعر وأتهمت الحكومة وسائل الإعلام لأن تغطيتهم بهذه الطريقة تسببت فى تفاقم الأزمة .
الحكومة البريطانية تستعين بالجيش
خلال الأيام الماضية تفجرت أزمة نقص الوقود في بريطانيا ، وسط "شراء من المواطنين بدافع الذعر" ومن سائقي السيارات القلقين لدرجة أن الحكومة بدأت أن تفكر في الاستعانة بالجيش للقيام بعمليات توصيل الوقود لمحطات التعبئة على غرار طريقة الحكومة المصرية وقت الشدة والأزمات .
لا يوجد نقص فى الوقود بل النقص فى الامدادات
من جانبها ، أكدت شركات النفط، ومن بينها شل، وإكسون موبيل، وغرين انيرجي، على أنه لا يوجد نقص في البنزين، وأكدت الشركات إن الضغوط على الإمدادات ناتجة عن "ارتفاع مؤقت في طلب العملاء، وليس عن نقص في الوقود على المستوى الوطني".
وصرح وزراء بريطانيون مؤكدين نفس الكلام ، حيث قال وزير البيئة، جورج اوستيس: "ليس هناك نقص. الشيء الأكثر أهمية هو أن يشتري الناس البنزين بالكمية التي اعتادوا شراءها ولكن تدافع المواطنين على شركاء البنزين لتخزينه زاد من المشكلة ".
وأضاف: "كان من الممكن تجاوز الازمة وعلاجها بالكامل لكن التغطية الإعلامية بهذه الطريقة تسببت فى ذعر وهلع المواطنين بشأن مسألة وجود نقص، وكانوا سبب فى رد الفعل الشعبي على ذلك"،ولكن من الواضح أن هناك الآن نقصا في البنزين في منافذ البيع.
الوقود نفذ فى ثلثي محطات الوقود
وقالت جمعية تجار التجزئة للوقود، إن الوقود نفد في نحو ثلثي المنافذ (محطات التعبئة) من بين حوالي 5500 منفذ مستقل، وإن البقية "سينتهي في بعضها الوقود وسرعان ما سينفد".
السبب الرئيسي فى أزمة الوقود
ويكمن السبب الرئيسي في الواقع في نقص سائقي الشاحنات في بريطانيا مما تسبب بصعوبات في التوصيل. وتشير التقديرات إلى أن هذا النقص يبلغ حاليا أكثر من 100000 سائق في بريطانيا، وقد أدى إلى مشاكل لمجموعة من الصناعات: مثل المتاجر، وسلاسل الوجبات السريعة، في الأشهر الأخيرة.
خروج بريطانيا من الاتحاد الأروبي سبب الأزمة
فبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عاد العديد من السائقين الأوروبيين إلى بلدانهم الأصلية، ومعظمهم قرروا العمل في مكان آخر، بسبب البيروقراطية على الحدود وتأثيرها على دخلهم.
والسبب التاني ،بعد وباء كورونا عاد المزيد من السائقين إلى مدنهم، ولم يرجع لبريطانيا إلا القليل منهم.
وتقاعد في الوقت نفسه السائقون الأكبر سنا، ولم يحل محلهم آخرون للتراكم الكبير في اختبارات سائقي الشاحنات الثقيلة بسبب الوباء.
إغلاق عدد من محطات الوقود
واندلع الذعر بشأن الوقود بعد أن قالت شركة النفط "بي بي" الأسبوع الماضي إنها ستضطر إلى إغلاق عدد قليل من محطات الوقود "مؤقتا" بسبب نقص سائقي الشاحنات. وواجهت قلة من شركات النفط الأخرى مشاكل مماثلة في تلك المرحلة.
تعديل سياسة الهجرة ومنح تأشيرات عمل مؤقتة
وتحت الضغط، قررت الحكومة البريطانية تعديل سياسة الهجرة ومنح ما يصل إلى 10500 تأشيرة عمل موقتة، من أكتوبر إلى ديسمبر، للتعويض عن النقص الحاد في عدد سائقي الشاحنات، وكذلك الموظفين في القطاعات الرئيسية للاقتصاد البريطاني.
وأعلنت أنها ستقدم تأشيرات مؤقتة لـ 5000 من سائقي صهاريج وقود، وعربات أغذية أجنبية، بالإضافة إلى 5500 عامل دواجن، في الفترة التي تسبق عيد الميلاد.
مليون خطاب إلى السائقين
وأرسلت أيضا نحو مليون خطاب إلى السائقين الذين يحملون رخص شاحنات ثقيلة لتشجيعهم على العودة إلى الصناعة، وتعتزم تدريب 4000 آخرين ليصبحوا سائقي شاحنات ثقيلة.
ويذكر هذا الوضع بحقبة السبعينات حين تسببت أزمة طاقة بتقنين الوقود، وتقليص أسبوع العمل إلى ثلاثة أيام. وقبل عقدين، أدت احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود إلى إغلاق المصافي وشل النشاط في البلاد لأسابيع.