الخميس 23 مايو 2024

«روايح» الزمن الجميل

28-5-2017 | 10:02

بقلم: فوزي إبراهيم

في مصادفة مدهشة فوجئت الأسبوع الماضي بأكثر من فضائية تستدعي تاريخ السينما والدراما من خلال موسيقاها التصويرية وأغانيها، وتطوف ببساطها السحري علي إبداع زمن عنوانه الفخامة والفخار، وكأنها روايح الزمن الجميل قد- هفت ورفت- وفرضت نفسها علي الفضائيات قبل الشهر الكريم بأيام لاستحضار الجمال في أعمال كانت تنشد الخير والحق والجمال ومبدعين كرسوا حياتهم لهذا الجمال فكتبوا لأعمالهم الخلود في الوجدان المصري والعربي وصنعت هذا الحنين وذاك العطش لزمن كنا فيه أهل الإبداع.

بدأها «صاحبة السعادة» بحلقتين من أروع ما قدمت عن السينما وعن الموسيقي بمشاركة ومصاحبة أوركسترا سيمفوني الاتحاد بقيادة المايسترو صاحب الحضور المميز نادر عباسي، وذلك المجهود الواضح في التحضير والتجميع لتوليفة ضمت أهم العلامات في الموسيقي التصويرية للأفلام والتي كانت النافذة التي أطلت منها إسعاد يونس علي الماضي القريب والبعيد في مائة وواحد وعشرين عاماً هي تاريخ السينما المصرية،ومع موسيقي فيلم المصير تأليف الموسيقار كمال الطويل وتوزيع يحىي الموجي كانت الاستهلالة القوية للحلقة الأولي وحالة من البكارة الموسيقية تميزت بها دائما موسيقي كمال الطويل في أفلام يوسف شاهين، ومنها إلي الاستثناء الموسيقار الكبير عمار الشريعي وبعض من موسيقي أعماله الدرامية، ثم إلي موسيقي فيلم عمارة يعقوبيان والموسيقار الشاب خالد حماد وشياكة الحس الموسيقي والدرامي أيضا،ثم رشاقة وعبقرية موسيقي مودي الإمام في فيلم الإرهاب والكباب تأليف وحيد حامد، إخراج شريف عرفة عام 1992، ثم ذهبت إسعاد يونس مع الأوركسترا السيمفوني ومع ضيفتها الناقدة الزميلة علا الشافعي لعام 1982مع فيلم العار تأليف محمود أبو زيد، إخراج علي عبد الخالق، موسيقي حسن أبو السعود، أروع من قدم موسيقي الحارة المصرية وعبر عنها دراميا،ومنه إلي الماضي البعيد وعباقرة الموسيقي التصويرية فؤاد الظاهري لأفلام مثل رد قلبي عام 57 والقاهرة 30 والزوجة الثانية إخراج صلاح أبو سيف،وفيلم صاحب الجلالة بطولة فريد شوقي وفؤاد المهندس وسميرة أحمد وإخراج فطين عبد الوهاب، ومن فؤاد الظاهري إلي أندريه رايدر وموسيقي فيلم شارع الحب بطولة عبد الحليم حافظ وصباح ثم فيلم دعاء الكروان بطولة فاتن حمامة وإخراج بركات.

وفي الحلقة الثانية فاز الموسيقار المبدع علي إسماعيل بمساحة متميزة من صاحبة السعادة أعطاها لموسيقاه وأغانيه التي وضعها لأفلام مثل غرام في الكرنك إخراج علي رضا ومراتي مدير عام إخراج فطين عبد الوهاب والأيدي الناعمة إخراج محمود ذو الفقار وفيلم الأرض إخراج يوسف شاهين وغيرها،وحوار عن مشواره مع ابنته الفنانة شجون علي إسماعيل ومشاركة نقدية تحليلية لعلا الشافعي.

وفي ختام الأسبوع جاءت المشاركة الوجدانية بنفس التوحد والتوجه من برنامج «كلام تاني» تقديم رشا نبيل علي قناة دريم بمصاحبة فرقة النهر الخالد التي ضمت مجموعة من الأصوات الموهوبة وبضيافة الناقد الزميل أحمد السماحي وإطلالة علي الدراما المصرية من خلال علامات مضيئة في الماضي القريب والبعيد من خلال تترات وأغاني المسلسلات مثل ليالي الحلمية لحن ميشيل المصري،والعائلة لحن عمار الشريعي، والمال والبنون لحن ياسر عبد الرحمن، وبوابة الحلواني لحن بليغ حمدي، وأرابيسك وزيزينيا لحن عمار الشريعي وغيرها، وكان نصيب الأسد للشاعر سيد حجاب مع سهرة طالت لأكثر من ثلاث ساعات وامتدت حتي فجر يوم الجمعة بين متعة وتواصل من الجمهور الذي تمني المزيد.

وبنفس التذكير والاستنهاض جاءت حلقة الجمعة من برنامج الوقائع الذي يقدمه الكاتب الصحفي جمال فهمي علي فضائية (أون لايف) عن جماليات وفن دولة التلاوة في أداء وصوت الشيخ محمود رفعت ثم الشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ عبد الباسط عبد الصمد وغيرهم من رموز التلاوة في مصر.

وهكذا كنا وهكذا أصبحنا وأصبح سؤالنا: هل يمكن أن ننهض لنرقي ونصل لما كنا عليه؟