السبت 27 ابريل 2024

أين تقع كنوز قارون؟.. تعرف على قصته في القرآن الكريم

مكان كنوز قارون

دين ودنيا1-10-2021 | 19:57

زينب محمد

قارون هو ابن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب -عليه السلام، وكان ابن عم وابن خالة موسى -عليه السلام- ومن الذين آمنوا به، وكان من أعلم بني إسرائيل بعد موسى وهارون، وأكثرهم قراءة للتوراة، وأجملهم وأغناهم، ولكن تمكن فرعون من اجتذابه إليه فجعله وزيراً للمال، فاتسم بالكبر، والغرور، بحيث أصبح كفرعون الذي اغتر بملكه وخضوع الناس له، وكهامان الذي اغتر بقوته وقربه من فرعون وتوليه أمور الجند، والأمن، والبناء.

و قد دعا موسى –عليه السلام-  فرعون وهامان وقارون إلى توحيد الله -تعالى- وعبادته وترك الكفر والضلال، إلا أنهم أعرضوا عنه ورفضوا دعوته، حيث قال الله -تعالى-: «وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ»، ولم يقتصروا على فعل ذلك بحسب بل اتهموه بالكذب ، حيث قال الله -تعالى-: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ* إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ».

مكان كنوز قارون

وضح الله -تعالى- في سورة القصص أنه قد خسف الأرض بقارون وداره، حيث قال الله -تعالى-: «فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ»، و المقصود بالخسف هو أن ينقلب بعض ظاهر الأرض إلى باطنها، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن مكان قارون وداره بما فيها من كنوز هو باطن الأرض.

قصة قارون في القرآن الكريم

لقد ذكرنا بأن قارون كان يملك مالٍ كثير، ومما يظهر ذلك أن مفاتيح خزائنه وكنوزه كان حملها يثقل على العصبة من الرجال الأشداء، حيث قال الله -تعالى-: «إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ»، فنصحه أهل الوعظ والإرشاد بعدة أمورٍ، وهي كالآتي:

-إنفاق المال في مرضاة الله -تعالى-؛ كالتصدق على الفقراء والمساكين، وصلة الرحم، ونحو ذلك، ولا بأس بالانتفاع ببعض المال في أمور الدنيا بقدر الكفاية، حيث قال الله -تعالى-: «وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّـهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا».

-مجانبة التكبر والاستعلاء والغرور، حيث قال الله -تعالى-: «إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ».

-مجانبة الإفساد في الأرض، حيث قال الله -تعالى-: «وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ».

-حمد الله -تعالى- وطاعته لما أحسن إليه وأنعم عليه، حيث قال الله -تعالى-: «وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ».

لكن قارون فعل غير ذلك فلم يلتفت إلى نصحهم، وكان رده عليهم بأنه قد أُعطي هذا المال لكونه يستحق ذلك، حيث قال الله -تعالى-: «قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي»، ولم يكتف بذلك فحسب بل كان يعمد للخروج على قومه في موكب مهيب مليء بالزينة الفاخرة، مما أدى إلى افتتان بعض الناس بذلك وتمني أن يكون لهم من المال كماله.

Dr.Randa
Dr.Radwa