تعتبر مدينة البهنسا من أشهر المدن السياحية على مستوى محافظة المنيا، ولها شهرة واسعة بين مدن الجمهورية بسبب ما تضمه من آثار كثيرة ومتنوعة من العصر الفرعوني واليوناني والروماني والإسلامي والقبطي العصر الحديث، ويطلق عليها البقيع الثاني نظرا لوجود العديد من جثامين الصحابة المدفونة بها.
تمتليء البهنسا بآلاف الزائرين من أهالي المنيا وبعض المحافظات الأخرى، وايضا من السائحين، كل يوم جمعة بسبب أضرحة الصحابة التي تحويها، حيث يذكر أن بها أكثر من 5 آلاف صحابي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحاب سيدنا ابو بكر الصديق.
يقول "بدر المنياوي" أحد المترددين على مقام "سيدي علي الجمام" أنه دائما ما يأتي مرتين بالشهر إلى البهنسا، حتى يتبارك بالمكان وما به من روحانيات، مؤكدًا أنه يشعر براحة نفسية بمجرد دخوله إلى أطراف المكان، حيث يوجد به أضرحة الصحابة والتابعين.
وأكدت الحاجة "أم خالد" من مدينة مغاغة أنها تأتي كل يوم جمعة لزيارة أولياء الله الصالحين، وزيارة ابنها المتوفى، منذ 8 سنوات، مشيرة أنها اعتادت على المجيء أسبوعيا، لتصلي وتزور الأضرحة وابنها.
أما عن "عزت محمد" أشار أنه يحضر من أحد قرى مركز سمالوط بشكل دائم أسبوعيًّا، فهو يتبع أحد الطرق الصوفية، مؤكدًا أنه تمنى منذ 12 عام أن يقوم بعمل أحد التبرعات بالبهنسا، مشيرًا أنه بمساعدة أبنائه و أصحاب الخير مستمر في جلب الفول النابت و بعض الأطعمة، و المياه الباردة إلى البهنسا كل جمعة، معبرًا عن سعادته في كل مرة يأتي بها إلى المكان ليرى كل من اعتاد عليهم بالمكان، وتوزيع الاطعام.
وعلى بعد 2 كيلومتر من "الجمام" تجد منطقة "السبع بنات" التي ترقد فيها عدد من السيدات اللائي ساعدن الجيوش الإسلامية في الفتح الإسلامي للبلاد.
و يعتقد بعض الناس أن رمال أرض البهنسا تعالج وتشفي من بعض الأمراض مثل مرض الروماتيزم وأمراض العظام.
واوضحت الحاجة "زكية البهنساوي" أنها تجلس كل جمعة بجوار بئر السبع بنات تستقبل السيدات اللاتي لم يرزقوا بأطفال أو مصابين بمرض في العظام، مؤكدة أن العديد من الأشخاص بعد أن جاؤوا للمكان شفاهم الله تماما.
و قد أكد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار أنه من المقرر ترميم القباب الـ18 المسجلة منذ عام 2001 في منطقة آثار البهنسا، وذلك بتكلفة مبدئية 40 مليون جنيه.
وأضاف العناني في تصريحات صحفية له، أن هذه الأعمال تأتي في إطار تنفيذ مشروع لدرء الخطورة عن القباب الأثرية وأضرحة آل البيت بمنطقة آثار البهنسا بمحافظة المنيا.
وشدد وزير السياحة والآثار على القيمة الروحانية والأثرية لمنطقة البهنسا، مؤكدًا اهتمام الدولة بالمنطقة لتطويرها وتجهيزها للزيارة، خاصة أن هناك إقبالًا على زيارتها من قِبل الدول العربية وجنوب شرق آسيا.