الظلم من أبشع الأشياء التي ممكن أن يفعلها الإنسان سواء لنفسه، أو لغيره من الأشخاص، لدرجة أن الله جعل دعوة المظلوم التي يدعوها مستجابة ولا ترد له، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «دعوة المظلوم مستجابة حتى ولو كان فاجرًا»، فالظلم عند الله من أكثر الأعمال السيئة، التي تؤذي الآخرين بشدة.
أنواع الظلم
ظلم الإنسان لنفسه
ظلم الإنسان لنفسه يأتي من خلال أنه يفعل الكثير من الأشياء تؤذيه وتهلكه مثل:
الشّرك بالله: إنّ من أعظم أنواع ظلم الإنسان لنفسه هو الشّرك بالله، فقال -الله تعالى-«الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ»، فالشرك بالله أكثر الأشياء التي يظلم بها الإنسان نفسه.
التّعدي على حدود الله: نهى الله -سبحانه وتعالى- في أكثر من موضع في القرآن الكريم عن الاقتراب من حدوده، ودلّ على ذلك قوله - سبحانه وتعالى-: «تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ».
الصد عن سبيل الله: لقد وبّخ الله -سبحانه وتعالى- الذين يصدّون عن سبيل الله بقوله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز:« وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».
الكذب على الله: إنّ من أعظم أنواع الكذب هو الكذب على الله، فمن كذب على الله فقد ظلم نفسه، لقوله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: «فَمَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَرى عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النّاسَ بِغَيرِ عِلمٍ إِنَّ اللَّـهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ».
ظلم الإنسان لغيره
- قتل النّفس التي حرّم الله قتلها: قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: «وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلّا بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظلومًا فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطانًا فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كانَ مَنصورًا»، فالقتل من الكبائر، وأن الكعبة أهون عند الله من قتل النفس عمدًا.
- نقص المكاييل والموازين: حذّر الله -عز وجل- من نقص المكيال والميزان، ويدلّ على ذلك قوله -سبحانه وتعالى-: «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ».
- القذف والحديث في أعراض المسلمين: قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز:«وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ».
- ظلم الزّوجة: بأخذ مالها أو بعضه من إرث أو مرتّب تحت التهديد والوعيد، من غير طيب خاطر، أو الامتناع عن النّفقة عليها.
- أكل مال اليتيم وقهره: توعَّد الله -سبحانه وتعالى- من أكل مال اليتيم ظلمًا بالعذاب الشَّديد؛ لضعف اليتيم، وعدم قدرته على إثبات حقِّه كالرَّاشدين، قال -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا».