تبيانت أقوال أهل العلمِ في مكانِ نزول سورة النصر، فذهب جماعة إلى أن نزولها كان في مدينة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وذهب آخرون إلى أنها نزلت في مكة المكرمة.
فضل سورة النصر
يتساوى فضل قراءة سورة النصر بفضل قراءة القرآن بشكل عام، فإن الله يضاعف أجر قارئ القرآن، قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ»، ولكن لم يرد حديثًا صحيحا بعينه عن فضل سورة النصر في السنة النبوية.
الدروس المستفادة لسورة النصر
شملت سورة النصر على العديد من الدروس المستفادة، ومنها الآتي:
-لقد بشر الله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنصر الله -سبحانه وتعالى- له، وحقق له البشارة، وتم تمكين المسلمين من مكة المكرمة، وجميع نواحيها.
-دخول الناس في دين الإسلام أفواجاً، بخلاف ما كان عليه الأمر قبل فتح مكة المكرمة؛ حيث كان دخول النّاس في الإسلام حينذاك بأعدادٍ فرديةٍ.
تحقيق معنى أن النصر بيد الله سبحانه وتعالى، حيث قال الله تعالى: «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ»، كما قال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ».
- أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين، بشكر الله -تعالى- وحمده على نعمتي النصر والفتح.
-وجوب تنزيه الله -تعالى- عن النقائص والعيوب.
- تحقيق معنى الكمال المُطلَق لله -سبحانه وتعالى- في قلوب المسلمين.
-تذكير المؤمنين بنِعَم الله -تعالى- وفضائله التي لا تحصى.
- أمر النبي -صلّى الله عليه وسلم- بالاستغفار، وهو أمر له ولأمته.
-الإشارة إلى أن نصر الله -تعالى- لدين الإسلام لا يتوقف، ويزداد نصر الله للمسلمين بازدياد حمده واستغفاره وتسبيحه؛ فقد قال الله تعالى: «لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ».ِ