كتب ـ خليل زيدان

 

فى موكب الذكرى نعود فنلتقى، تمر غداً الذكرى الثانية والأربعون على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، وفى ذكراها نلقى الضوء على جوانب فى حياتها لا يعرفها كثير من الناس ومن الأجيال الحالية، منها رحلتها إلى مدينة طنطا فى شهر مايو 1969 لجمع

التبرعات لصالح المهجرين من أبناء القناة .

وقف وجيه أباظة محافظ الغربية فى السابع من مايو 1969 على محطة القطار، وبجانبه الآلاف من أهالى المحافظة، ومن القرى المجاورة ينتظرون وصول أم كلثوم، وما إن وصل القطار حتى أحاطت به الجماهير لرؤية كوكب الشرق وتحيتها ونزلت أم كلثوم ومعها أفراد الفرقة، وأيضاً المخرج يوسف شاهين وطاقم التصوير، الذى سيقوم بتصوير الحفل المقام فى ليلة الخميس الثامن من مايو 1969، وتقدم المحافظ لمصافحتهم ومعه الجماهير التى التفت فى مشهد بديع حول أم كلثوم، وتعالت الصيحات بتحيتها والترحيب بها والدعاء لها بطول العمر، بعد ذلك اصطحب المحافظ أم كلثوم فى سيارته، وفى الطريق طلبت أن تذهب أولاً إلى ضريح السيد البدوى لقراءة الفاتحة.. وبعد ذلك توجهت إلى منزل المحافظ لتقيم به حتى موعد الحفل.

وفى مساء اليوم التالى بنادى طنطا الرياضى احتشد قرابة تسعة آلاف من أبناء محافظة الغربية المجاورة لحضور حفل أم كلثوم الذى سيتم إيداع إيراده مع التبرعات لصالح المهجرين من أبناء القناة ولصالح المنظمات الفدائية العاملة فى الأرض المحتلة، ووصلت

أم كلثوم فى الثامنة مع فرقتها لإجراء البروفات والتقت مع يوسف شاهين ومدير التصويرعبدالعزيز فهمى للتنسيق معهما لتصوير الحفل وتحديد زوايا التصوير، حيث يعد هذا الحفل من أوائل الحفلات التى تم تصويرها بالألوان الطبيعية لأم كلثوم، وقبل أن تبدأ أم كلثوم الغناء فى العاشرة صعد إلى المسرح المحافظ وجيه أباظة، وألقى كلمة حيا فيها كوكب الشرق، وأشاد بنضالها من أجل معركة النصر، واختتم كلمته قائلاً: أم كلثوم وعدتنى اليوم بأن يكون احتفالنا بالنصر فى الغربية .

كانت حصيلة التبرعات 274 ألف جنيه ، قدم منها المحافظ شيكاً لأم كلثوم، بعد أن ألقى كلمته بمبلغ 120 ألف جنيه لإعادة تعمير مدن القناة بعد تحقيق النصر، وشيكا بمبلغ ألف جنيه لمنظمة فتح وشيكا آخر بألف جنيه لمنظمة سيناء العربية وشيكاً بألف جنيه لأسر الجنود والمحاربين فى القناة، واحتفظت محافظة الغربية بباقى إيراد الحفل للصرف على ضيوف الحفل من أبناء القناة، وقد جلس فى الصف الأول حمدى عاشور وزير الحكم المحلى وسعد زايد، محافظ القاهرة، ومحمد البلتاجى، محافظ الجيزة، وإبراهيم بغدادى، محافظ كفر الشيخ، وكانت محافظة الغربية قد طبعت كتيباً ووزعته على الحضور، وقد أبرزت فيهأقوال الصحف العربية والعالمية عن رحلات وكفاح أم كلثوم من أجل قضية بلادها.

وتبدأ أم كلثوم وصلتها الأولى بأغنية "هذه ليلتي" وكعادتها تسحر الأرواح وتتراقص معها قلوب جماهير الحفل، وتنتهى الوصلة الأولى، وقبل أن تبدأ الوصلة الثانية بأغنية "ألف ليلة"، أهدى اللواء عبد الهادى نجم الدين، رئيس مدينة طنطا، لأم كلثوم نسخة مذهبة من القرآن الكريم، وأهداها وجيه أباظة مفتاح مدينة طنطا، ويعلن أباظة تبرع محافظو القاهرة والجيزة وكفر الشيخ كل منهم بألف جنيه من خزينة محافظته لصالح الغرض النبيل المقام من أجله الحفل، ويعلن أيضاً تبرع محافظته الغربية بمبلغ أربعة آلاف جنيه

ليصبح المبلغ 130 ألف جنيه، بدلاً من 123 ألفاً توزع على الأغراض السابق ذكرها ،وتبدأ أم كلثوم الغناء لتتمايل معها أفئدة الحضور، وينتهى الحفل وقد حقق نجاحاً مادياً وأدبياً وكان له أثر كبير فى نفوس المحافظين ما جعلهم يطلبون إقامة حفلات مماثلة فى

محافظاتهم ووعدتهم أم كلثوم بتلبية رغباتهم .

وفى صباح اليوم التالى قامت أم كلثوم بجولة قد أعدت لها، منها زيارة مركز التدريب المهنى وزيارة بعض المناطق التى يقيم فيها أبناء القناة ثم أدت صلاة الجمعة بمسجد السيد البدوى.