الإثنين 29 ابريل 2024

«‬دولة‭ ‬القانون‮» ‬‭.. ‬والجمهورية‭ ‬الجديدة

مقالات2-10-2021 | 21:46

رسائل‭ ‬كثيرة‭ ‬انطلقت‭ ‬مع‭ ‬أول‭ ‬احتفال‭ ‬بيوم‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭..  ‬جسدت‭ ‬شموخ‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وعراقتها‭ .. ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والعدل‭ .. ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬سلطان‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬إلا‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬وأحكام‭ ‬ونصوص‭ ‬القانون‭ ‬فاستقلال‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬ثابت‭ ‬وراسخ‭ .. ‬فالرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أكد‭ ‬إيمانه‭ ‬وقناعته‭ ‬وتأكيده‭ ‬على‭ ‬استقلال‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭.. ‬والدعم‭ ‬المطلق‭ ‬والامكانيات‭ ‬المتوفرة‭ ‬للتطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرساء‭ ‬العدالة‭ ‬الناجزة‭ ‬والتيسير‭ ‬على‭ ‬المصريين‭.. ‬ليكون‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬تجسيداً‭ ‬‮«‬لدولة‭ ‬القانون‮»‬‭.. ‬ وتطبيقاً‭ ‬لما‭ ‬كفله‭ ‬الدستور‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬النزاهة‭ ‬والشفافية‭.. ‬ وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تحصين‭ ‬الأحكام‭ ‬بالعدل‭ ‬والعلم‭ ‬والنزاهة‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬السامية‭.‬


لم‭ ‬يأت‭ ‬وصف‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬بالشامخ‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬صدفة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬فقد‭ ‬امتلك‭ ‬رصيداً‭ ‬هائلاً‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬والعلم،‭ ‬والرموز‭ ‬القضائية‭ ‬التى‭ ‬امتد‭ ‬علمها‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬العربى‭ ‬والإقليمي‭.. ‬وبات‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬النظم‭ ‬القضائية‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬وقدم‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭ ‬وفى‭ ‬مرحلة‭ ‬تاريخية‭ ‬شهدت‭ ‬مصر‭ ‬خلالها‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وتضحيات‭ ‬ومسئوليات‭ ‬جساماً‭.. ‬وخاض‭ ‬معركة‭ ‬مقدسة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أبطال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬ووجود‭ ‬الوطن‭.. ‬وأيضا‭ ‬قدم‭ ‬الشهداء‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأسود‭ ‬الذى‭ ‬حاول‭ ‬إسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.‬
شهد‭ ‬أيضا‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬الشامخ‭ ‬اهتماماً‭ ‬ودعماً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬‮«‬سبع‭ ‬سنوات‮»‬‭ ‬الماضية‭ ‬وكانت‭ ‬ومازالت‭ ‬توجيهاته‭ ‬دائماً‭ ‬للحكومة‭ ‬بتوفير‭ ‬المخصصات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬القضاء‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الناجزة‭ ‬التى‭ ‬تضمن‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬وتحمى‭ ‬سيادته‭ ‬واستقلاله‭ ‬الكامل‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬تدخل‭ ‬من‭ ‬أحد‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بالأمس‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬وانضمام‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬لمجلس‭ ‬الدولة‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة‭.‬
استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬مكونات‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭.. ‬ومع‭ ‬انطلاق‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬ملحمة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والنهوض‭ ‬بمؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ودعمها‭ ‬لاستعادة‭ ‬الهيبة‭ ‬وسلطة‭ ‬القانون‭ ‬كان‭ ‬القضاء‭ ‬ومازال‭ ‬هو‭ ‬محور‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬والدعم‭ ‬والأخذ‭ ‬بأحدث‭ ‬أساليب‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬السريعة‭ ‬والناجزة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬بطء‭ ‬التقاضى‭ ‬واستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمى‭ ‬فى‭ ‬التيسير‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭.. ‬ودعم‭ ‬سلطة‭ ‬القانون‭ ‬وضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الناس‭ ‬بأعلى‭ ‬درجات‭ ‬النزاهة‭ ‬والشفافية‭ ‬والالتزام‭ ‬بنصوص‭ ‬القانون‭ ‬وباستقلال‭ ‬تام‭.. ‬وان‭ ‬يكون‭ ‬القانون‭ ‬وضمير‭ ‬القاضى‭ ‬هو‭ ‬الحكم‭ ‬والفيصل‭ ‬ترسيخاً‭ ‬لفضيلة‭ ‬العدل‭ ‬التى‭ ‬أرساها‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬فى‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬وإذا‭ ‬حكمتم‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬تحكموا‭ ‬بالعدل‮»‬‭.. ‬فالعدل‭ ‬أساس‭ ‬الملك‭.. ‬وهو‭ ‬ركيزة‭ ‬بقاء‭ ‬واستقرار‭ ‬وأمن‭ ‬وأمان‭ ‬الأوطان‭ ‬والشعوب‭.‬


الحقيقة ‭‬ان‭ ‬لدينا‭ ‬قضاء‭ ‬مصرياً‭ ‬شامخاً‭ ‬يتسق‭ ‬ويتواكب‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‮» ‬‭.. ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬تقدس‭ ‬استقلاله‭ ..  ‬وتدعم‭ ‬تطويره‭ ‬وتحديثه‭ ‬وترفض‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬أحكامه‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬نوع‭.‬


يشهد‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬تطوراً‭ ‬وتحديثاً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬ومواكبة‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الناجزة‭ ‬والتيسير‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬فمشروع‭ ‬نظر‭ ‬إجراءات‭ ‬تجديد‭ ‬الحبس‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬ربط‭ ‬141‭ ‬مقر‭ ‬محكمة‭ ‬لـ‭ ‬252‭ ‬سجناً‭ ‬عمومياً‭ ‬ومركزياً‭ ‬وأيضا‭ ‬مشروع‭ ‬إقامة‭ ‬الدعوى‭ ‬المدنية‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬وتم‭ ‬نشره‭ ‬فى‭ ‬15‭ ‬محافظة‭.. ‬وأيضا‭ ‬إصدار‭ ‬شهادات‭ ‬المحاكم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬وهو‭ ‬قائم‭ ‬فى‭ ‬محاكم‭ ‬خمس‭ ‬محافظات‭ ‬وتأمين‭ ‬وثائق‭ ‬ومحررات‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والمحاكم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طباعتها‭ ‬على‭ ‬نماذج‭ ‬مؤمنة‭ ‬تضمن‭ ‬عدم‭ ‬تزويرها‭ ‬وحوكمة‭ ‬إجراءات‭ ‬تداولها‭ ‬وأيضا‭ ‬التقاضى‭ ‬الكامل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬فى‭ ‬المحكمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬تجارب‭ ‬تحويل‭ ‬الكلام‭ ‬إلى‭ ‬نص‭ ‬مكتوب‭ ‬جميعها‭ ‬مشروعات‭ ‬هى‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬تجسد‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بمنظومة‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬الشامخ‭.‬
إيماناً‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬بأهمية‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬التقاضى‭ ‬وتخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬المواطنين‭ ‬والتيسير‭ ‬عليهم‭.. ‬قامت‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬برفع‭ ‬كفاءة‭ ‬329‭ ‬محكمة‭ ‬و230‭ ‬مقراً‭ ‬للشهر‭ ‬العقارى‭ ‬وميكنة‭ ‬305‭ ‬فروع‭ ‬توثيق‭ ‬وإضافة‭ ‬منافذ‭ ‬مميكنة‭ ‬فى‭ ‬109‭ ‬مكاتب‭ ‬بريد‭ ‬وإتاحة‭ ‬خدمات‭ ‬إلكترونية‭ ‬لاستخراج‭ ‬التوكيلات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المعاملات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالشهر‭ ‬العقارى‭ ‬والتوثيق‭ ‬وإضافة‭ ‬خدمة‭ ‬جديدة‭ ‬هى‭ ‬سيارات‭ ‬التوثيق‭ ‬المتنقلة‭.‬


تأتى‭ ‬مدينة‭ ‬العدالة‭ ‬فى‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬كنقلة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لتطوير‭ ‬العمل‭ ‬القضائى‭ ‬والإدارى‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬باستخدام‭ ‬الوسائل‭ ‬التكنولوجية‭ ‬ولكل‭ ‬جهة‭ ‬وهيئة‭ ‬قضائية‭ ‬مقر‭ ‬داخل‭ ‬المدينة‭ ‬لتقدم‭ ‬عدالة‭ ‬تليق‭ ‬بالجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬وبجوار‭ ‬مدينة‭ ‬العدالة‭ ‬التى‭ ‬تضم‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬مقرات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭.‬


فى‭ ‬الاحتفال‭ ‬الأول‭ ‬بيوم‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬جاء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬المهمة‭ ‬للجميع‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭.. ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال‭ ‬نفسه‭ ‬الذى‭ ‬يعكس‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بمنظومة‭ ‬التقاضى‭ ‬وما‭ ‬تكنه‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬للقضاء‭ ‬وعطائه‭ ‬واستقلاله‭ ‬وأهميته‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬عظيمة‭ ‬فى‭ ‬حجم‭ ‬مصر‭ ‬وأيضا‭ ‬ما‭ ‬يناله‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬وامكانيات‭ ‬ومخصصات‭ ‬ليكون‭ ‬عنواناً‭ ‬آخر‭ ‬للجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬وما‭ ‬ترسيه‭ ‬من‭ ‬عدالة‭ ‬مطلقة‭ ‬واستقلالية‭ ‬القضاء‭ ‬ونزاهة‭ ‬وشفافية‭ ‬وسلطة‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬التى‭ ‬تطبق‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬
من‭ ‬أهم‭ ‬الرسائل‭ ‬التى‭ ‬وجهها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬القضاء‭ ‬هو‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أى‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬أحكامه‭ ‬وشئونه‭.. ‬لأنه‭ ‬يطبق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭.. ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجرؤ‭ ‬أو‭ ‬يستطيع‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬أحكام‭ ‬أو‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬الذى‭ ‬يعمل‭ ‬بنزاهة‭ ‬وعلم‭ ‬وضمير‭ ‬حى‭ ‬يراعى‭ ‬الله‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدل‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬مستنداً‭ ‬لضمير‭ ‬أبنائه‭ ‬فالدستور‭ ‬المصرى‭ ‬كفل‭ ‬استقلال‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭.. ‬ولعل‭ ‬رصيد‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬السمعة‭ ‬الطيبة‭ ‬والأعمال‭ ‬المشهودة‭ ‬والمعلمة‭ ‬للجميع‭ ‬زاخر‭ ‬وهائل‭.‬
أيضا‭ ‬جاءت‭ ‬كلمات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬واضحة‭ ‬وقوية‭ ‬حول‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬أحكام‭ ‬القضاء‭ ‬وشئونه‭.. ‬فهل‭ ‬هناك‭ ‬نزاهة‭ ‬وشفافية‭ ‬واستقلال‭ ‬وسيادة‭ ‬لسلطة‭ ‬القانون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فالرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أكد‭ ‬مجدداً‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬القضاء‭ ‬ان‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬الشئون‭ ‬القضائية‭ ‬قاعدة‭ ‬ذهبية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحياد‭ ‬عنها‭.. ‬وهى‭ ‬تمس‭ ‬أمور‭ ‬السيادة‭ ‬القضائية‭ ‬والوطنية‭ ‬وهى‭ ‬أيضا‭ ‬‮«‬خط‭ ‬أحمر‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭.‬


الأمر‭ ‬الثانى‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬يجسد‭ ‬المكانة‭ ‬التى‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬لدى‭ ‬القيادة‭ ‬المصرية‭ ‬وعموم‭ ‬المصريين‭ ‬وهى‭ ‬إحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرئيسية‭ ‬للدولة‭ ‬ولها‭ ‬مكانتها‭ ‬وعطاؤها‭ ‬وتضحياتها‭ .. ‬ولعل‭ ‬تكريم‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بالأمس‭ ‬لأسماء‭ ‬شهداء‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬الشامخ‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬المستشار‭ ‬الجليل‭ ‬هشام‭ ‬بركات‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الأسبق‭ ‬يأتى‭ ‬ويجسد‭ ‬اعتزازاً‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وقيادتها‭ ‬بعطاء‭ ‬وتضحيات‭ ‬مؤسسة‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬التى‭ ‬جادت‭ ‬بأرواح‭ ‬ودماء‭ ‬أبنائها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭.. ‬وخاضت‭ ‬معركة‭ ‬الدفاع‭ ‬عنه‭ ‬بشجاعة‭ ‬وضمير‭ ‬حي‭.. ‬وتصدت‭ ‬بعلم‭ ‬وشموخ‭ ‬لكل‭ ‬محاولات‭ ‬هدم‭ ‬وإسقاط‭ ‬مصر‭.‬
ان‭ ‬اختيار‭ ‬يوم‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬ليكون‭ ‬متزامناً‭ ‬مع‭ ‬التحاق‭ ‬المرأة‭ ‬للعمل‭ ‬بالنيابة‭ ‬العامة‭ ‬ومجلس‭ ‬الدولة‭ ‬هو‭ ‬إيمان‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬وقيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬بأهمية‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬واستكمال‭ ‬حقوقها‭ ‬الدستورية‭ ‬بمجال‭ ‬القضاء‭.‬
رسالة‭ ‬القضاء‭ ‬رسالة‭ ‬سامية‭ ‬ونبيلة‭ ‬ومقدسة‭ ‬لترسيخ‭ ‬العدل‭ ‬وحماية‭ ‬الناس‭ ‬وحياتهم‭ ‬وأعراضهم‭ ‬وممتلكاتهم‭.. ‬ونشر‭ ‬الأمن‭ ‬والطمأنينة‭ ‬بينهم‭ ‬وأيضا‭ ‬حماية‭ ‬الوطن‭ ‬بما‭ ‬ترسخه‭ ‬من‭ ‬سلام‭ ‬مجتمعي‭.‬
إن‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬يأتى‭ ‬متسقاً‭ ‬مع‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬وإعلان‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬فمن‭ ‬أهم‭ ‬وأبرز‭ ‬مبادئ‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬تحقيق‭ ‬العدل‭ ‬والعدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬لذلك‭ ‬شملت‭ ‬ملحمة‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬أحدث‭ ‬المواصفات‭ ‬القياسية‭.. ‬لذلك‭ ‬جاءت‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬القضاء‭ ‬شاملة‭ ‬ومتكاملة‭ ‬وجرت‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬محاور‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬شملت‭ ‬المقرات‭ ‬والآليات‭ ‬واستخدام‭ ‬التطبيقات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬لتسهيل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومة‭ ‬القانونية‭ ‬وسرعة‭ ‬مباشرة‭ ‬الإجراءات‭ ‬لإنجاز‭ ‬العدالة‭ ‬والخدمات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمواطنين‭.. ‬ولم‭ ‬تتجاهل‭ ‬عملية‭ ‬التطوير‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬الشخصية‭ ‬وتعزيزها‭ ‬لانتقاء‭ ‬المتميزين‭ ‬وتأهيل‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬اعتلاء‭ ‬المناصب‭ ‬القضائية‭ ‬ويأتى‭ ‬ذلك‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬بأن‭ ‬تنظيم‭ ‬العدالة‭ ‬وإدارتها‭ ‬بفاعلية‭ ‬وكفاءة‭ ‬قضية‭ ‬ضرورية‭ ‬ومحورية‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬التى‭ ‬يرسخها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬والتى‭ ‬كفل‭ ‬الدستور‭ ‬استقلال‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬وجعل‭ ‬هذا‭ ‬الاستقلال‭ ‬حائلاً‭ ‬دون‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬أعمالها‭ ‬أو‭ ‬التأثير‭ ‬عليها‭ ‬لضمان‭ ‬صدور‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬وفقاً‭ ‬لقواعد‭ ‬الإنصاف‭ ‬والحماية‭ ‬للمتقاضين‭ ‬وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬تحصين‭ ‬الأحكام‭ ‬بالعدل‭ ‬والعلم‭ ‬والنزاهة‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬السامية‭.‬


ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله..  ‬ إن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يولى‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬بجوهر‭ ‬المنظومة‭ ‬القضائية‭.. ‬ ويحرص‭ ‬ويؤمن‭ ‬على‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬الشامخ‭ ‬ليعمل‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬العدل‭ ‬والعلم‭ ‬والنزاهة‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬تدخل‭ ‬أو‭ ‬تأثير‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬نوع‭ ‬ضماناً‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدل‭ ‬والعدالة‭.. ‬ وهو‭ ‬يعكس‭ ‬الشموخ‭ ‬المصري‭.. ‬ وعراقة‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬كنموذج‭ ‬‮ «‬معلم‮»‬‭.. ‬ وصاحب‭ ‬ميراث‭ ‬زاخر‭ ‬بالسمعة‭ ‬الطيبة‭ ‬والتاريخ‭ ‬الحافل‭ ‬والعطاء‭ ‬والتضحية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ .. ‬فقد‭ ‬صانت‭ ‬أحكام‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وحمت‭ ‬المجتمع‭ ‬وأدانت‭ ‬الخارجين‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬وأطلقت‭ ‬سراح‭ ‬الأبرياء‭.‬


إن‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬بالقضاء‭ ‬المصرى‭ ‬شكلاً‭ ‬ومضموناً‭ ‬هو‭ ‬ترسيخ‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الناجزة‭.. ‬وأيضا‭ ‬حماية‭ ‬للوطن‭ ‬ضد‭ ‬المخاطر‭ ‬والتهديدات‭.. ‬فتضحيات‭ ‬رجال‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬تقف‭ ‬شامخة‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬تضحيات‭ ‬وجهد‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬والشرطة‭ ‬وجميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وسائر‭ ‬فئات‭ ‬الشعب‭.. ‬وهو‭ ‬السياج‭ ‬المتين‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭.‬
الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬الرئاسى‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬للقضاء‭ ‬المصرى‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬مسيرته‭ ‬وسيرته‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬معايشة‭ ‬لأمور‭ ‬وخصوصية‭ ‬القضاء‭ ‬وفهم‭ ‬عميق‭ ‬للدور‭ ‬والمكانة‭ ‬والمسار‭ ‬الذى‭ ‬تتطلبه‭ ‬العدالة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬وإيمان‭ ‬وقناعة‭ ‬كاملة‭ ‬بضرورة‭ ‬احترام‭ ‬القضاء‭ ‬واستقلاله‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬شئونه‭ ‬وهو‭ ‬القاعدة‭ ‬الذهبية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحياد‭ ‬عنها‭ ‬وضرورة‭ ‬احترامها‭.‬


تأكيد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬كلمته‭ ‬الارتجالية‭ ‬بأنه‭ ‬لن‭ ‬يتدخل‭ ‬أبداً‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬القضاء‭ ‬وسيظل‭ ‬شامخاً‭ ‬مستقلاً‭ ‬وأن‭ ‬القضاة‭ ‬يتحملون‭ ‬المسئولية‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬أحكامهم‭. ‬هو‭ ‬رسالة‭ ‬ثقة‭ ‬واطمئنان‭ ‬وتقدير‭ ‬تمثل‭ ‬عقيدة‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وعنوان‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬ورمزاً‭ ‬لاستقلال‭ ‬القضاء‭ ‬وأيضا‭ ‬للسيادة‭ ‬المصرية ‭ ‬‮«‬شاء‭ ‬من‭ ‬شاء‭ ‬وأبى‭ ‬من‭ ‬أبي‮» ‬‭ ‬سيظل‭ ‬القضاء‭ ‬المصرى‭ ‬أحد‭ ‬مكونات‭ ‬الشموخ‭ ‬والعراقة‭ ‬المصرية‭.. ‬ويحظى‭ ‬باحترام‭ ‬وثقة‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والشعب‭ ‬المصري‭.. ‬وأيضا‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭.. ‬ لضمان‭ ‬استقلاليته‭ ‬ونزاهته‭.. ‬ليؤكد‭ ‬عظمة‭ ‬الدولة‭.. ‬وأيضا‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬صاحبة‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬وزاخر‭ ‬وان‭ ‬امتلاكها‭ ‬قضاء‭ ‬عظيماً‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬وصمام‭ ‬أمان‭ ‬للعدالة‭.. ‬وحماية‭ ‬للوطن‭ ‬وحقوق‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬الأمن‭ ‬والعدل‭ ‬والسلام‭ ‬المجتمعي‭.‬

تحيا مصر

Dr.Randa
Dr.Radwa