السبت 29 يونيو 2024

«استنزاف ».. القصيدة الثالثة من ديوان «ترمي بشرر» لـ عمر هزاع

الشاعر عمر هزاع

ثقافة3-10-2021 | 13:01

تنشر دار الهلال اليوم القصيدة الثالثة من ديوان "ترمي بشرر" للشاعر السوري الكبير عمر هزاع.

القصيدة الثالثة من الديوان: استِنزافٌ..

 

لا رُجُوعٌ لَـدَيَّ..

لا استِئنـافُ..

ثَبُـتَ الشِّيـنُ وَاستَقَـرَّ الكـافُ..

عِشتُ مِن قَبلُ واحِدًا..

وَسَأَمضِـي بِحَياتِـي..

كَأَنَّـنِـي الصَّفـصـافُ..

كُلَّما قُلتُ:

(قَد وَجَدتُ حَبِيبًـا)..

شاقَنِـي مِـن غَرامِـهِ استِخفـافُ..

كُلَّما خِلـتُ أَنَّنِـي بَعـدَ يَأسِـي أَجِـدُ الحُـبَّ خانَنِـي الإِنصـافُ..

لَم أَزَلْ فِي خِضَمِّ مَوجِـي أَهـذِي..

لا شِـراعٌ يُعِيـنُ..

لا مِـجـذافُ..

دَمُ قَلبِـي خَثـارَةٌ مِـن ضَيـاعٍ..

دَفَعَتها؛ ما بَينَهـا؛ الأَجـوافُ..

فاستَقَرَّتْ عَلَـى مَكامِـنِ ضَعفِـي مِخلَبًـا..

فِـي شَفِيـرِهِ خَـطَّـافُ..

ضاعَ عُمرِي عَلَى التَّجارِبِ..

حَتَّـى باتَ صَخـرًا فُـؤادِيَ الشَّفَّـافُ..

وَتَخَبَّطتُ بِالخُطَى خَبـطَ أَعمًى..

سـارَ فَـردًا..

وَمـا لَـهُ أَهـدافُ..

كُـلُّ مـا فِـيَّ مُدمِـنٌ لِعَـذابٍ..

كُـلُّ فَصـلٍ لِمَوسِمِـي تَجفـافُ..

فاصطِبارِي عَلَـى المَواجِـعِ قـاتٌ..

وَجُرُوحِـي حَشيشُها التَّنـزافُ..

وَأَكاذِيبُ مَـن عَشِقـتُ رِمـاحٌ فِـي ضَمِيـرِي..

حِرابُهـا أَحـلافُ..

وَحِكاياتُنـا كَـكُـلِّ الخَطـايـا..

غابَ عَنها؛ بِجُبنِهِ؛ الِاعتِـرافُ..

أَنتِ بِالحُـبِّ تَلعَبِيـنَ..

وَحُبِّـي صاخِبُ الحِسِّ, بِالهَـوَى جَـرَّافُ..

وَتَنامِيـنَ فِـي رَخـاءِ شُـعُـورٍ..

وَشُعُـورِي مُــؤَرَّقٌ خَــوَّافُ..

ذِكرَياتُ الغَـرامِ تَنبِـشُ قَهـرِي..

وَالمآسِـي تَزِيدُهـا الأَطـيـافُ..

وَالتَّخارِيـفُ؛ في دَمي؛ تَتَسَلَّـى ساهِراتٍ..

وَحَيرَتِـي أَصـنـافُ..

أَنا فِي النَّارِ..

وَالحَرائِـقُ حَولِـي..

وَالرَّزايـا بِمُهجَتِـي تَصـطـافُ..

أَشحَذُ الآهَ نَصلَـةً..

فَـوقَ ضِلعِـي..

بَينَما أَنتِ؛ بِالقِلى؛ السَّيَّـافُ..

كَيفَ أَهمَلتِ؟!

كَيفَ بِعتِ عُهُودِي؟!

فَتَناسَـى لِسـانُـكِ الـحَـلَّافُ..

كُلُّ عُمـرِي لَدَيـكِ شِقـوَةُ غِـرٍّ..

كُـلُّ نَصـرٍ هَزِيمَـةٌ وَرُعــافَ..

كُلُّ ما كـانَ؛ بَينَنـا؛ قَـد تَلاشَـى..

قَتَـلَ الحُـبَّ؛ بَينَنـا؛ الإِجحـافُ..

لا تَعُـودِي إِلَـيَّ..

قَلبِـيَ مَيـتٌ..

لَيـسَ يُحيِـي مَواتَـهُ التَّشغـافُ..

وَأَمانِيُّ عِشقِيَ؛ اليَومَ؛ أَمسَـتْ ذِكرَيـاتٍ..

رُجُوعُهـا استِـنـزافُ..

يذكر أن عمر هزاع شاعر سوري حائز على العديد من الجوائز الدولية، له تسعة دواوين شعرية مطبوعة حتى عام 2021، وأكثر من ألفي قصيدة منشورة، وحول تجربته؛ التي امتدت لأكثر من ثلاثة وثلاثين عامًا؛ الكثيرُ من الدراسات والبحوث في مختلف الجامعات العربية، إضافة لدراسات نقدية واسعة في كتب ومجلات أدبية محكمة.