الاكتئاب الموسمي أحد أنواع الاكتئاب المرتبطة بالتغيرات المناخية، فمن الممكن أن يصيب الاضطراب العاطفي الموسمي مع بداية فصل الصيف أو ما يعرف اصطلاحا بمسمى الاكتئاب الصيفي الموسمي، وعلى  الرغم أنه يمثل النمط الأقل شيوعاً بين تلك الفئة من الاضطرابات النفسية إلا أنه ليس أقل ضرراً؛ إذ أن هو الآخر يستنزف الطاقة ويعرقل الحياة أو قد يقود لما هو أسوأ إذا تم إهماله.

ولا تزال أسباب الاكتئاب الموسمي الأساسية مجهولة بالنسبة للأطباء حتى الآن، إلا أن الأبحاث المُجراة في هذا الصدد حددت مجموعة من العوامل التي قد تكون مسببة لتلك الحالة أو تزيد من احتمالات مثل اضطراب الساعة البيولوجية نتيجة لاختلاف فصول السنة أو اختلاف مستوي مستويات الميلاتونين، وهو أحدي المواد المسؤولة عن تنظيم النوم، ويتسبب اختلاف المواسم في إعاقة إفرازه مما يؤدي إلي إصابة الإنسان بالاكتئاب الموسمي.

أسباب الاكتئاب الموسمي

لا توجد أسباب معينة لحدوث الاكتئاب الموسمي، ولم يتم التوصل لحدوثه، هذا ما أكده الدكتور وليد هندي، أستاذ علم النفس، موضحا أنه توجد عدة عوامل من الممكن أن تصيب الإنسان بالاكتئاب الموسمي منها انخفاض مستوي السيروتينين، وهو المسؤول عن الحالة المزاجية للفرد، حيث يؤدي عدم تعرض الفرد لضوء الشمس إلى انخفاض مستوى السيروتينين، وبالتالي يصاب الفرد بالاكتئاب الموسمي.

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الموقع الجغرافي للبيئة التي يعيش فيها الفرد من الممكن أن تؤدي لإصابته بالاكتئاب مثل المناطق المتجمدة التي تكون باردة طوال فترة الشتاء والخريف أو المناطق التي لا توجد فيها أشعة شمس.

وأوضح أستاذ علم النفس واستشاري الصحة النفسية أن من أعراض الاكتئاب الموسمي هو الخمول والشعور الدائم بالحزن بالإضافة إلى وجود مشاعر سلبية دائمة مرتبطة بالشخص المصاب بالاكتئاب الموسمي مثل الإحساس الدائم بالقلق وعدم القدرة على التركيز وفقدان الشغف تجاه الحياة كلها، والشعور الدائم بالجوع، و الميل دائما للجلوس وحيدا بعيدا عن أي تجمعات.

علاج الاكتئاب الموسمي

وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أنه لا يوجد فحص مخبري لتشخيص حالات الإصابة بالاكتئاب الموسمي، ولكن توجد بعض الفحوصات التي تسهل علي الدكتور النفسي لمعرفة إذا كان المريض يعاني من اكتئاب موسمي أم لا مثل إجراء فحوصات الدم وفحص الغدة الدرقية لاستبعاد الأمراض الجسدية مضيفة أنه من الممكن عمل فحوصات نفسية عن طريق جلوس المريض أمام الدكتور النفسي ثم يسأل الدكتور النفسي عدة اسألة يستطيع الطبيب النفسي من خلالها معرفة إذا كان ذلك المريض يعاني من اكتئاب موسمي أم لا، ومن الممكن إجراء الفحص السريري والفحص البدني، لاستبعاد الالام الجسدية التي يمكن أن تسبب الاكتئاب أحيانًا.

وأوضحت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس في تصريحها لبوابة "دار الهلال" أنه توجد طرق علاجية كثيرة لحل مشكلة الاكتئاب الموسمي مثل العلاج الدوائي موضحة أنه يتم اللجوء للعلاج الدوائي في حالة الإصابة بأعراض شديدة، وتوجد طرق أخري مثل العلاج النفسي وهو محاورة الطبيب للمريض واستخدام العلاج المعرفي السلوكي، ويوجد العلاج الضوئي أيضا الذي يعتمد على جلسات تتروح مدتها من 30- 60 دقيقة بهدف تعريض المريض لأشعة تحاكي أشعة ضوء الشمس.

وقالت سامية خضر أنه يمكن الوقاية من الاكتئاب الموسمي من خلال ممارسة الإنسان للرياضة، حيث تساعد الرياضة على إخراج الطاقة السلبية الموجودة بجسم الإنسان، مضيفة أنه يجب على المريض التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس مع الانتظام على تمارين الاسترخاء مثل اليوجا، والانتظام على الأكل الصحي مع الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي علي نسبة دهون عالية، و محاولة الانخراط مع العائلة و الأصدقاء لأطول فترة ممكنة و الانتظام علي مواعيد الدواء الخاصة بالاكتئاب.

وأشارت سامية أن الاكتئاب مرض مثل الأمراض الجسمانية الاخرى، ولابد علN الإنسان أن يقوم بزيارة الطبيب المختص لحل تلك المشكلة قبل أن تتفاهم وتزداد أعراض شديدة وتتحول لأمراض أخري مثل أمراض ثنائي القطب أو الوسواس القهري أو الاكتئاب الحاد.