السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

رياح السبعينات

  • 4-10-2021 | 13:43
طباعة

ما إن تسقط الورقة الأخيرة من نتيجة الحائط، معلنة رحيل سبتمبر، ودخول أكتوبر الفرحة، تبدو في الأفق رياح ممتزجة من إطلالة الخريف الأولى، مع ذكريات الملحمة الوطنية الأسمى والأعظم في وجدان المصريين والعرب، ذكرى انتصار السادس من أكتوبر .

تهب رياح أكتوبر الطيبة، تحمل معها ذكريات لم تول أو تذهب، بل أقرت واستقرت في قلوب المصريين بل والأمة العربية، أن هناك شعبا رغم كل الظروف حقق الحلم المستحيل، حين غادر أبناؤه اليأس مؤمنين بربهم، متوكلين عليه في نصرهم، واثقين في رئيسهم، وفي جيشهم، سلموا بقدرته على إدارة الأمر، ببراعة التخطيط، ورادة الاعتماد على الذات، فكان لهم ما وعدهم .

استدعى خلال الأيام الأكتوبرية، ما رواه لى أبي رحمه الله عن سنوات الاستنزاف، عن المرحلة الوعرة، التي مهدت الأرض، كي يصنع الجيش تاجا من ذهب على رأس كل مصري وعربي، منقوشا عليه "أكتوبر المجيد".

استدعى الى الذاكرة تلك الأيام الفريدة من عمر مصر والأمة العربية، وانا اختار لأولادى أحد الأفلام السينمائية التى خلدت الأسطورة، أو انتقى من مكتبتى كتابا قديما يؤرخ لتلك المعركة، أو قصاصات الصحف التي قضيت أجمعها وقتا طويلا، صور أو حكايات من داخل الحرب، روايات استطعت أن التقطها وأدون عنها فى مفكرتى، من فم أحد من عاصروها، شيخ الصحافة العسكرية أستاذي الراحل صلاح قبضايا .

ترحمت على العم محمد سالم، صديق أبي الذي سبقته ساقه إلى جنة ربه، بفعل شظية دانة، نقلت لأولادى روايات أبي عن أيام الجندية، أريتهم صور رفيقه الحميم "قاذف اللهب"، حكيت عن أيام صعاب عايشها، لكنها كانت تحمل طعم اليقين فى الانتصار .

كل عام ومصر الغالية، قيادة وجيشا وشعبا بخير وانتصارات فى كافة المجالات، كل عام ونحن فى الشدائد والصعاب على قلب رجل واحد، كل عام ونحن فى عزة نفس قدمتها لنا روح أكتوبر وستظل تقدمها لأولادنا وأولاد أولادنا إلى أن تقوم الساعة، كل عام والبهية العفية الفتية فى رخاء وسلام.

الاكثر قراءة