يلتقى أبرز الدبلوماسيين الصينيين، يانج جيتشي، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، على طاولة اجتماع في سويسرا غدًا الأربعاء، من أجل إعادة بناء قنوات الاتصال بين الجانبين، كما أوردت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وأفادت الصحيفة الصادرة في هونج كونج بأن اللقاء المرتقب الأربعاء، سيأتي بعد أقل من شهر على اتصال هاتفي بين الرئيسين، الصيني شي جين بينج والأمريكي جو بايدن.
ونقلت عن مصدر مطلع على الترتيبات قوله: "يمكن أن يعتبر اجتماعاً محاولة من الجانبان لإعادة بناء قنوات الاتصال، وتنفيذ توافق توصل إليه الزعيمان".
ورجح مصدر ثان أن يبحث اللقاء إمكان عقد قمة بين شي جين بينج وبايدن.
ويأتي الإجتماع بعد يوم على عرض الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، السياسة التجارية للبيت الأبيض إزاء الصين، في خطاب ألقته أمام "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" فى واشنطن .
واعتبرت تاي أن الصين لم تف بالتزامات في المرحلة الأولى من اتفاق للتجارة أبرمته بكين وواشنطن، خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وأضافت أنها ستسعى لعقد اجتماع مع نائب رئيس الوزراء الصيني، ليو هي، خلال الأيام المقبلة لمراجعة اتفاق المرحلة الأولى.
وحذرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية "شينخوا" الولايات المتحدة من أن اتباع سياسات تجارية "خاطئة"، لن يؤدي سوى إلى جعل "الاقتصاد العالمي أكثر سوءاً".
وأضافت أن "الصين أبدت صدقاً كبيراً خلال جولات المفاوضات السابقة، وبذلت جهوداً فعالة في معالجة العلاقات التجارية بين البلدين".
وتابعت الوكالة أن "الولايات المتحدة تتجاهل النتائج السيئة لشن حرب تجارية أحادية ضد الصين، ولا تعتزم اتخاذ إجراءات بناءة لتصحيح ذلك".
الصحيفة أشارت إلى أن ترتيب قمة بين شي وبايدن، في إطار محاولة لتسوية ملفات شائكة بين الولايات المتحدة والصين، يُناقَش منذ أشهر أثناء اجتماعات لمسؤولين من البلدين.
وأعلنت بكين استعدادها لتعزيز الحوار مع واشنطن، مستبعدةً عقد قمة بين الرئيسين قبل نهاية العام.
وتوترت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، نتيجة خلافات بشأن ملفات كثيرة، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي وهونج كونج وإقليم شينجيانغ ومنشأ فيروس كورونا المستجد.
وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن الخلاف يشمل أيضاً تشديد بكين ضغوطاً عسكرية على تايوان، المدعومة من واشنطن.
وذكّرت "ساوث تشاينا مورنينج بوست" بأن يانج جيتشي ووزير الخارجية الصيني وانج يي، التقيا سوليفان ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في ألاسكا بمارس الماضي. وشهد الاجتماع نزاعاً علنياً بين الجانبين، وانتقد يانج الولايات المتحدة لتحدثها من "موقع قوة".
لكن المحادثات تواصلت بين المسؤولين الصينيين والأميركيين، إذ زارت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، مدينة تيانجين الصينية في يوليو، حيث تسلّمت لائحة مطالب من بكين، بما في ذلك أن تلغي الولايات المتحدة طلباً كي تسلّمها كندا المديرة المالية في شركة "هواوي"، مينج وانتشو.
وفي تطور مفاجئ، عادت مينج إلى الصين الشهر الماضي، بعدما توصلت إلى اتفاق مع المدعين العامين الأمريكيين، أدى إلى تسوية قضية إحتيال أبقتها محتجزة في منزلها بمدينة فانكوفر لنحو 3 سنوات.
وأوردت "بلومبرغ" أن الصين ربطت مرات تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، بالإفراج عن مينج.
وأشارت الصحيفة الصينية إلى أن بايدن وشي جين بينج ناقشا خلال الاتصال الهاتفي بينهما، إدارة تنافس متزايد بين بلديهما.
وذكر البيت الأبيض أن الاتصال يستهدف تجنب تنافس بين الجانبين، يثير نزاعاً غير مقصود، فيما نبه شي إلى أن العالم سيعاني من صدام محتمل بين الصين والولايات المتحدة.