في أحلك الأزمات الأوقات ظلمة، نحتاج إلى رجال يدركون معنى المسئولية، ولا يهابون شيئا ولا حتى الموت، رجال ينيرون الطريق، ويؤمنون بالقضية، وبعودة الفجر، وفي أحلك أوقات مصر ظلمة ما قبل حرب أكتوبر 1973م، ظهر رجال ضحوا بحياتهم لإنقاذ مصر، أملا في غد أفضل، وتحقق على أياديهم النصر على العدو الاسرائيلي.
اللواء نصر سالم أحد أبطال حرب أكتوبر، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، كشف لبوابة دار الهلال، أنه قضى 180 يوما خلف خطوط العدو الإسرائيلي، ومعه اثنان فقط من الجنود، لافتة إلى أن مهمتهم كانت جمع أكبر قدر من المعلومات عن العدو.
وأضاف: عبرنا إلى الضفة الشرقية للقناة عن طريق هيليكوبتر، فكنا في مواجهة أسلحة العدو، ورغم الخطر إلا أننا لا يمكن أن نعيد الأرض دون تقديم التضحيات.
ومن تفاصيل المهمة أنها بدأت قبيل حرب أكتوبر بساعات قليلة، حيث تلقى اللواء نصر سالم ومن معه أوامر بأن يصلوا لعمق محدد، واستغرقوا 11 ساعة سيرا على الأقدام للوصول للجبل المستهدف، وعندما وصلوا وجدوا سلك شائك للواء مدرع خاص بالعدو.
واتخذ اللواء نصر سالم قرار بالمخاطرة، فأحدثوا فيه ثغرة ومروا منها، وقد جمعوا الكثير من المعلومات الدقيقة عن تحركات العدو داخل سيناء، مما اختصر الوقت على الجيش المصري في تحديد الأهداف، والانتصارفي الحرب.
من تفاصيل المهمة
وقد عبر هو من معه بكمية محدودة من الذخيرة والطعام، حيث يحمل كل جندي حقيبة وزنها 50 كيلو جراما، بالإضافة إلى ست زمزميات لكل جندي، ومن المواقف العصيبة أثناء المهمة، والتي وصفها اللواء نصر سالم أنها معجزة، عندما تم تكليفه بمهمة استطلاع موقع محدد للعدو، بعد وصوله للموقع، وبالاطلاع على الخريطة أدرك أن هناك لسان صخري يحيط بموقع العدو، فقام بتسلقه ليصل لإعلى نقطة تفاجئ بأنه في قلب معسكر العدو وأن برج المراقبة على بعد حجر منه، ورغم ذلك استطاع إنهاء المهمة وإرسال المعلومات المطلوبة، والخروج دون أن يلاحظه أحد.
العدو الحقيقي بالداخل!
ويرى أن أكبر المخاطر التي تواجه مصر، هي الأخطار الداخلية، فالعدو الخارجي قد أخرجناه من البلاد بالفعل، وعرفناه وأدركنا حجمه، لكن يبقى العدو الحقيقي داخليا، هو ما يهدم البلاد من داخلها، ما يهدد وحدة واستقرار البلاد، كل موظف لا يؤدي دوره، كل فرد يشكك في إنجازات البلد، هذا هو الخطر الحقيقي، هذا ما يهدد البلاد من الداخل، ويشد البلاد للخلف، وهذا ما علينا محاربته في الوقت الحالي.
ما الذي تحتاجه مصر الآن؟
يؤكد أن البلاد الآن تسير بخطى ثابتة، فالفقر والمرض هي مشكلات قد قضينا على كثير منها، وأكثر ما تحتاجه مصر الآن هي الثقة، ثقة بالنفس والروح المصرية، ونحتاج إلى الثقة بالقيادة المصرية الحالية، هذه الثقة هي ما ستوحد مصر على قلب رجل واحد، وتحمينا من الانفجار الداخلي، فنحتاج إلى تكثيف جهودنا في العمل وتنفيذ مخططات البلاد في هذه الفترة.
هل تستقر سيناء؟
وعن سيناء، قال: لقد انتصرنا في الحرب وقدمنا الكثير من التضحيات التي أعادت لنا أرض سيناء الغالية، هذه التضحيات هي التي جعلت سيناء الآن آمنة بنسبة 90% تقريبا، وأن ما تقوم به الدولة الآن هو ما سيصل بها إلى الاستقرار الكامل، فتسعى الدولة لاستصلاح نص مليون فدان، كما أنشأت ستة أنفاق تربط بينها وبين باقي أنحاء مصر، وأقامت الدولة مدن جديدة بها، وهو ما سيجعل عدد السكان بها يتضاعف عشرات المرات، وعندما تمتلئ سيناء بالسكان ستكون آمنة، ولن يدخلها إرهاب، ولن تستطيع أي دولة أن تطمع فيها.