شهد التاريخ القديم دور مصر وخصوصاً الأزهر الشريف في إيفاد بعثات دينية للعديد من الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية لنشر تعاليم الإسلام بسماحته ويسره عن طريق فرسان دولة التلاوة، ومن تلك الدول إندونيسيا وماليزيا.
امتدت أواصر الصداقة والتعاون بين مصر والعديد من الدول الآسيوية، من خلال الأزهر الشريف، الذي بدأ من الخمسينيات وحتى الآن في منح شباب المسلمين في الدول العربية والآسيوية منح دراسية مجانية في جامعة الأزهر، بل شملت أيضاً تلك المنح سكناً وأطعمة للبعثات الوافدة للدراسة، ولم يقتصر دور الأزهر فقط على ذلك، بل وطد العلاقات بيت مصر ودول كثيرة من خلال دوره الديني ورسالته السامية، وذلك من خلال إيفاد بعثات مصرية يرأسها كبار الشيوخ أمثال محمود خليل الحصري ومصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد وطه الفشني وغيرهم من كبار دولة التلاوة.. كانت مهمة تلك البعثات تعليم الشعوب الأخرى أصول التلاوة والتجويد في القرآن ونشر علومه مع ما تيسر من السيرة النبوية.
ويجد الباحث أو المهتم بأن كثيراً من رؤساء الدول الإسلامية ووزرائها وكبار مسئوليها كانوا طلبة في جامعة الأزهر، وقضوا أجمل أيام عمرهم في مصر ، ويعترفون حتى الآن بدور مصر وريادتها في نشر سماحة الإسلام وتعاليمه، من خلال ما رأوه هنا في مصر أو من خلال البعثات التي يتم إيفادها لتلك الدول بشكل منتظم وأيضاً في شهر رمضان الكريم.
وننشر عدة صور من رحلة مهندس دولة التلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل، الصوت الملائكي مع وفد مصري في ماليزيا، وقضى الوفد شهر رمضان كاملاً في ماليزيا، وحرص شيوخه بقيادة الشيخ مصطفى إسماعيل على التلاوة في أكبر ومعظم المساجد بماليزيا، وقد سحروا الشعب الماليزي بجمال صوتهم واهتموا هناك بالوفد المصري وحرصوا على إقامة مآدب الإفطار الرمضانية يومياً تكريماً للوفد المصري.