الخميس 21 نوفمبر 2024

تحقيقات

حياة أو موت.. كواليس الحوار الأخير بين المشير أحمد إسماعيل والسادات قبل حرب أكتوبر

  • 6-10-2021 | 20:35

المشير أحمد إسماعيل والسادات

طباعة
  • هدى صالح

لم تكن معركة تحرير الأرض في حرب أكتوبر 1973، وليدة اللحظة بل تم الإعداد لها منذ احتلال الأراض في أعقاب 1967، حيث كان قرار إعادة بناء الجيش المصري وبدء معركة تحرير سيناء في ذهن كل القادة المصريين منذ ذلك الوقت، وبدأت حرب الاستنزاف التي ساهمت في إعادة رفع الروح المعنوية للجيش المصري وللشعب في نفس الوقت.

وكان المشير أحمد إسماعيل آنذك وزير الحربية خلال فترة الحرب، وقد عكف على وضع خطة المعركة، وكشفت حرمه السيدة سماح الشلقاني تفاصيل تلك الفترة ،فقالت: المهم أن خطة الحرب التى أعدها المشير أحمد إسماعيل فى بيتى وغرفة نومى كانت هى أساس خطة العبور بعد أن دخلت عليها بعض التعديلات طبقا للمستجدات والظروف الجديدة.

وتابعت: كانت الحرب هى شغله الشاغل يقضى مع العساكر أغلب وقته يأكل معهم ويعيش وعندما يأتى ألينا كانت دماغه معهم، كان يظل ساهرا طوال الليل وبجانبه تاتليفون ينتظر أخبار المهام العسكرية التى كان يقوم بها جنودنا ليلا خلف خطوط العدو اثناء حرب الاستنزاف، أقول له: نام لك ساعتين ؟! يقول فى بحدة: أنام إزاى وعساكرى لسه مارجعوش إزاى يجييلى نوم فيه زوجة دلوقتى ممكن تترمل وأولاد يتيتموا لو أبوهم اللى طالع فى المهمة دى مات ؟! وأول ما يعرف ويبلغوه أن كل عساكر المهمة رجعوا بسلام يبقى فى منتهى السعادة.

فى هذه الفترة نائب فى مجلس الشعب قدم استجوابا قال فيه لماذا لا يأتى وزير الحربية إلى المجلس ويقدم تقريرا عن أحوال الجيش.. عايزين نعرف هو بيعمل ايه ؟!

ولكن المشير لم يرد ولما حصل العبور راح المشير مع الرئيس السادات إلى المجلس ووقف وقال كلمة: لعل النائب المحترم يعرف الآن ماذا كان يفعل وزير الحربية.

 

وقد كشفت تفاصيل اللحظات الأخيرة بينه وبين السادات قبل حرب أكتوب، فقالت: حكى لى فيما بعد أن الرئيس السادات استدعاه قبل الحرب بأيام ودار بينهما الحوار التالى سأله السادات:

- النهاردة إيه ؟

- الثلاثاء يا أفندم.

- والحرب يوم إيه ؟

- السبت إن شاء الله.

- إنت عارف إنه ممكن يوم الثلاثاء زى النهاردة تكون جثتك ملعقة فى ميدان التحرير لو خسرنا الحرب.

- عارف وقابل ومستعد.

وتابعت: كان المشير لديه يقين فى النصر كان يقول: “لازم ندخل معركة وننتصر فيها وإلا سيظل الجيش المصرى شاعر بالمهانة طول عمره حتى لو قالوا إن سيناء ممكن ترجع باتفاقية سلام برضه لازم نحارب قبلها علشان نثبت أننا لم نحارب 67 وأننا لا نستحق الهزيمة !

واستكملت: ولما اشتعلت الحرب كان على العودة سريعا إلى مصر ولما كانت خطوط الطيران مقطوعة فقد ذهبت أولا إلى ليبيا ومنها دخلت الحدود المصرية بالطريق البرى وسط قصف من الطيران الإسرائيلى، أول مرة أشوفه فيها بعد الحرب كانت فى اليوم الذى ألقى فيه السادات خطابه التاريخى بمجلس الشعب يوم 16 أكتوبر رجع المشير البيت كان فى منتهى السعادة بعد أن أخذ بثأره من العدو.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة