الثلاثاء 14 مايو 2024

رجال أكتوبر.. أباطرة المعارك من مذكرات المشير الجمسي عن العبور العظيم

مذكرات الجمسي عن حرب أكتوبر

ثقافة6-10-2021 | 20:46

عائشة مفتاح

في ذكرى "حرب الكرامة" كما شاع اسمها بين ألسنة المصريين، حرب العاشر من رمضان كما عرّفها المصريون وقتها، حرب تشرين التحريرية كما تعرف في سوريا، جدير بنا معرفة كيف كانت كواليس ذلك الإنتصار الذي عاش إمتداد لذته بأذهان المصريين حتى بعد مرور 48 عام على ذلك اليوم، كيف حمل رجال تلك المعركة أرواحهم قبل أسلحتهم وقاتلوا لإسترداد ما فُقد منهم في جولة سبقتها بـ 6 سنوات، قاتلوا لإسترداد كرامة شعب لطالما ما أثنته هزيمة عن عزم.

 

" أباطرة المعارك" كما أطلق عليهم المشير عبد الغني الجمسي بمذكراته عن حرب أكتوبر، والتي تحدث عن أحداثها في باب كامل من كتاب "مذكرات الجمسي" وهو كتاب مكون من 596 صفحة من القطع المتوسط، جاء متناولًا مذكرات المشير في حرب أكتوبر والذي كان بها ممثلًا رئيس هيئة العمليات، وذلك في الباب الثالث من الكتاب، أما عن بابه الأول فجاء عن حرب يونيو 1967 "النكسة"، وفي بابه الثاني تناول السنوات الستة ما بين النكسة وقيام حرب أكتوبر فيما أسماه المشير "ست سنوات عجاف"  .

ويذكر الجمسي في مذكراته أن هناك أكثر من 2000 مدفع على طول جبهة القناة ومن مختلف الأعيرة شاركت فى قصف مركّز لمدة 53 دقيقة بالضبط، وكان معدل القصف النيرانى شديدًا بحيث سقط على المواقع الإسرائيلية فى الدقيقة الأولى من القصف عشرة آلاف وخمسمائة دانة مدفعية، بمعدل 175 دانة فى الثانية الواحدة.

 

ويكمل الجمسي قائلًا: "كان لنا على الضفة الشرقية للقناة فى الدقائق الأولى للحرب 8 آلاف جندى مقاتل، وصلوا بعد ساعة ونصف فقط الى 14 ألف مقاتل، وبعد خمس ساعات صاروا 33 ألف مقاتل، وفى صباح يوم 7 أكتوبر كان هناك 50 ألف مقاتل مصرى على الضفة الشرقية".

 

ويروي أيضًا في مذكراته أنه تم استخدام 750 قاربًا في اقتحام القناة، وألف وخمسمائة من سلالم الحبال لتسلق الساتر الترابى، وخلال 8 ساعات فقط من الحرب، نجح المهندسون فى فتح 60 فتحة فى الساتر الترابى، وتم إنشاء 8 كبارى ثقيلة، وبناء 4 كبارى خفيفة، وبناء وتشغيل 30 معدية ، وقد تسابق كبار الضباط مع الجنود على سرعة العبور، قادة الفصائل والسرايا عبروا فى الدقائق الأولى للحرب، وقادة الكتائب عبروا بعد 15 دقيقة، وعبر قادة اللواءات خلال 45 دقيقة، وعبر قادة الفرق خلال ساعة ونصف فقط من الحرب، وهذا يفسر ارتفاع نسبة الشهداء من الضباط فى بداية الحرب.

ويذكر من بين سطور المذكرات أنه كان رجال سلاح المهندسين الأبطال يعملون تحت قصف إسرائيلى شرس، وأجسامهم مغطاة تقريبا بالطين، ومضخات أو مدافع المياه فى أيديهم لا تتوقف عن العمل، يسقط شهيد ، فيحل محله آخر، استخدموا 350 مدفع مياه فى فتح الممرات، التى انتقلت بها قوات العبور الى سيناء، ومن أعظم ملاحم الحرب صمود رجال المشاة من 6 إلى 8 ساعات بمفردهم أمام الهجوم الإسرائيلي المضاد، انتظارا لوصول المدرعات والأسلحة الثقيلة العابرة، ولأول مرة في التاريخ يصبح المقاتل الفرد في مواجهة دبابة، ومن هنا أطلق على حرب أكتوبر "حرب اللحم فى مواجهة الصلب"، ونجح المشاة في الصمود، وتدمير مائة دبابة من 300 دبابة هاجمت بها إسرائيل .

Dr.Radwa
Egypt Air