الثلاثاء 28 مايو 2024

في الذكرى الـ 48.. ماذا قال أديب نوبل عن حرب أكتوبر؟

نجيب محفوظ

ثقافة6-10-2021 | 20:07

عائشة مفتاح

في شهر أكتوبر من عام 1998 كتب الأديب العالمي نجيب محفوظ مقالًا في جريدة الأهرام تزامنًا مع العيد الفضي للنصر المجيد تذكر فيه يوم النصر قائلا: "كنت جالسا على مكتبي في يوم السادس من أكتوبر وجائتني مكالمة تليفونية من الدكتور ثروت عكاشة يقول (عبرنا القنال وقواتنا تشتبك الآن مع العدو في الضفة الشرقية)، رميت القلم من يدي ونهضت من على مكتبى تاركًا القصة التي كنت بدأت في كتابتها، فلم يكن يخطر ببالى في أكثر لحظات انطلاق الخيال أن نتمكن من عبور القناة بهذا الشكل، قد كان الاعتقاد السائد أنه من رابع المستحيلات تخطى خط بارليف الترابي الذي لا يمكن أن تخترقه القنابل ذاتها" .

وتابع محفوظ: "لذلك كانت الفترة التي عشتها من يوم 5 يونيو 1967 إلى 6 أكتوبر 1973 من أسوأ فترات حياتى، كنت أعايش فيها حالة الاكتئاب القومى الذي اكتنفنا بسبب الشعور بالإهانة والقنوط دون وجود أي طريق للخلاص.. إننى للوهلة الأولى لم أصدق، لكنى بعد أن سمعت الخبر في إحدى الإذاعات الأجنبية حتى قفزت من الفرح فهذا هو أسعد يوم في حياتى وحين أقارنه بفرحتى عند الفوز بجائزة نوبل أجد أن فرحة أكتوبر فاقت كل الأفراح.. وطوال فترة الحرب كنت في حالة من الانفعال لم أكن أستطيع معها النوم، فقد كنت أخشى أن تتطور الحرب إلى غير ما نشتهيه" .

وواصل محفوظ سرد قصته مع نصر أكتوبر بالقول: "الحقيقة أن الذي صنع نصر أكتوبر كان أولًا شيئًا داخليًا ظل سنوات يكتمل في نفس المصريين والعسكريين بالحاجة إلى رأب الصدع الذي أحدثته الهزيمة في النفوس.. والشيء الثاني هو مساعدة السوفييت لنا، ثم تأتى حرب الاستنزاف التي وفرت ساحة للتدريب لجيوشنا، ولقد ظلمت حرب الاستنزاف في حينها لأننا كنا نعتبرها للاستهلاك المحلى، وكنت أنا شخصيًا أعتبرها كلامًا فارغًا" .

وقد قال محفوظ في مقال بعنوان "ثورة 6 أكتوبر" والذي نُشر حينها في جريدة الأهرام بعد نشوب الحرب بأيام: "إنها ثورة وليست معركة فحسب. المعركة صراع بشري ينتهي بالنصر أو بغيره، أما الثورة فوثبة روحية تمتد في المكان والزمان حتى تتحقق حضارة، وهي ثورة لأنها لم تكن مجرد تدبير محكم وتنفيذ متقن، ولكنها رمز لثورة الإنسان على نفسه وتجاوزه لواقعه وتحديه لمخاوفه ومواجهته لأشد قوى الشر عنفًا وتسلطًا".