الإثنين 20 مايو 2024

أحد أبطال حرب أكتوبر يكشف دور المهندسين العسكريين بالمعركة

اللواء عصام عبد الحليم

تحقيقات6-10-2021 | 18:45

أماني محمد

أظهرت حرب أكتوبر 1973 قوة وبراعة الجيش المصري في تحطيم أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، التي حاولت إسرائيل الترويج لها، فجسد الانتصار في تلك الحرب المجيدة قوة الجيش المصري، فقد تكاتفت القيادة العسكرية والشعب لتحرير الأرض، وبرز خلال تلك الحرب تعاون كل الأفرع وأسلحة القوات المسلحة.

وكان سلاح المهندسين العسكريين من بين الأسلحة ذات الأهمية القصوى خلال المعركة، وهو ما أكده اللواء أركان حرب عصام عبد الحليم، المستشار بمعهد المهندسين العسكريين وأحد أبطال حرب أكتوبر، الذي التحق بعد تخرجه في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1968، بالكلية الفنية العسكرية عام 1969، وبعد تخرجه فيها شارك في حرب أكتوبر برتبة رائد في كتيبة الفرقة 19 مشاة.

وأكد في حواره لبوابة «دار الهلال»، أن انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر كان وراءه ثلاثة عوامل: أولها كانت الوحدة الوطنية التي تجلت تماما خلال سنوات الاستعداد للحرب فلم يكن هناك فارق بين مسلم أو مسيحي، والثاني: هو التدريب الجاد للقوات في الشهور السابقة للحرب، والثالث: هو الروح الأبوية والعلاقة الحازمة بين الضباط والجنود المشاركين في الحرب.

دوره في حرب أكتوبر

وعن دوره خلال الحرب، أكد أنه عند فتح الممرات فى الساتر الترابي شرق القناة بمدافع المياه، نجحت هذه الوسيلة فى قطاعات اقتحام فرق المشاه الأربعة الأخرى عدا فى قطاع الفرقة ١٩ مشاة، في القطاع الجنوبى لقناة السويس، نظرا لطبيعة الساتر الطفلية في هذا القطاع، فكانت مهمته حينها فتح الممر في الساتر الترابي بواسطة المفرقعات أمام الكوبري المخصص لعبور دبابات الفرقة، ودبابات اللواء ٢٥ مدرع المدعم للفرقة.

وأضاف أن دوره أيضا كان عبور مركز قيادة الفرقة وكتائب قيادة الفرقة ١٩ مشاه على نفس معبر الكوبري، وبالفعل تم عبورها جميعا بنجاح إلي سيناء خلال معبر الكوبري، عند (كم ١٤٨ ترقيم القناة)، وهو حاليا موقع نفق الشهيد اللواء أحمد حمدي أكبر شهداء سلاح المهندسين العسكريين.

وأوضح: في فجر يوم 7 أكتوبر كُلفت أن أخرج بسريتي وأفتح الساتر الترابي باستخدام المفرقعات بمواجهة الكوبري الذي ستعبر عليه الدبابات، وقام أيضا رئيس مهندسين الفرقة المقدم فاروق علي المليجي باستخدام المفرقعات في عمل فتحة باستخدام المفرقعات أمام الكوبري الذي ستعبر عليه المدفعية، ونجحت الدبابات والمدفعية في اللحاق بمشاة الفرقة 19 في 7 أكتوبر".

وأشار إلى أن سلاح المهندسين العسكريين كان له دور كبير منذ حرب الاستنزاف، حيث شارك في إنشاء القواعد صواريخ مضادة للطائرات غرب القناة لقطع يد إسرائيل الطولي، مضيفا أنه تمت زيادة عدد القواعد وأصبح الأسبوع الأخير من شهر يونيو عام 1970 هو أسبوع تساقط طائرات الفانتوم الإسرائيلية، وفي 30 يونيو 1970 كانت ذروة الطائرات التي تم إسقاطها فأصبح هذا اليوم هو عيد الدفاع الجوي.

وأكد أن سلاح المهندسين العسكريين عمل خلال حرب أكتوبر على إنشاء رؤوس الكباري بعمق 15 كيلو في سيناء بما ساهم في نجاح عبور القناة، موضحا أن المشاة نجحوا في عبور الساتر ويؤدوا مهمتهم بنجاح في عمق سيناء بنحو 15 كيلو، وكان نجاح العبور هو سر نجاح حرب أكتوبر وكان هذا دور سلاح المهندسين.

وأضاف أن توقيت الحرب في الساعة الثانية ظهرا لحماية وسائل العبور، لعبور فرق المشاة خلال الفترة من الثانية ظهرا وحتى السادسة لتأمين الشاطئ الشرقي للقناة وبعدها عند إسقاط المعديات والكباري في آخر ضوء تكون محمية من العدو الجوي والأرضي في الشاطئ الشرقي.

دور سلاح المهندسين

وعن دور سلاح المهندسين العسكريين في الحرب، قال إنه كان هناك مجالات رئيسية لأدوار الإدارات الهندسية للإعداد لحرب أكتوبر ١٩٧٣، فكان دور إدارة المهندسين العسكريين التجهيز الهندسى لقاعدة الهجوم غرب القناة والقواعد الجوية والمطارات العسكرية وقواعد الدفاع الجوى والقواعد والموانئ البحرية والمشاركة فى إعداد الدولة للحرب وذلك بالتجهيز الهندسى لحماية الأهداف الحيوية فى كافة أنحاء الجمهورية تشكيل أطقم إغاثة وإنقاذ فى المدن الرئيسية.

وأضاف إن إدارة الأشغال العسكرية كان دورها المشاركة مع إدارة المهندسين العسكريين فى كافة مهام التجهيز الهندسى لمراكز القيادة المحصنة والقواعد الجوية والبحرية وقواعد الدفاع الجوى وكذا الأهداف الحيوية فى كافة أنحاء  الجمهورية وإعداد أطقم طوارئ لتشغيل وإستعادة كفاءة محطات المياه والكهرباء المدنية بالمدن الرئيسية، أما إدارة المياه فكان دورها إعداد عبوات تكديسات المياه ووسائل إمداد القوات والوحدات بالمياه وإعداد أطقم طوارئ لتشغيل وإستعادة كفاءة محطات المياه المدنية، وغيرها من الإدارات التي قامت بدور هام في سبيل إنجاح الحرب من الناحية الهندسية.

وأضاف إنه طوال فترة الاستعداد لحرب أكتوبر في السنوات الست بعد نكسة 1967، تعاونت القوات المسلحة عبر سلاح المهندسين العسكريين مع شركات القطاع العام لإنشاء "براطيم" والتي كانت عبارة عن متوازي مستطيلات من المعدن يحمل على سيارات "لوري" تسمح بعبور القوات المصرية على قناة السويس، كما شارك المهندسون العسكريون في تعديل صفات السيارات اللواري لتحميل هذه البراطيم.