حرصت أسرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات على زيارة قريتهم ميت أبو الكوم في الذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر 1973، حيث وصلوا قبل العصر وتوجهوا بداية إلى المقابر لقراءة الفاتحة للشهيد طيار محمد عاطف السادات، ولمن رحلوا من أسرة السادات، ثم توجهوا لزيارة المتحف، والذي يبعد أمتار قليلة عن مقابر العائلة.

والتقت بوابة دار الهلال باللواء محمد عفت السادات، شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي تحدث عن ذكاء وإنسانية الرئيس الراحل وبعض المواقف قبل الحرب وما بعدها، كما تحدث عن استشهاد الطيار عاطف السادات.

وقال اللواء عفت السادات، إنه لحظة علمهم باستشهاد الطيار عاطف السادات ذهب لمدير المخابرات الحربية ليسأله عن شقيقه، ولم يرغب في التسبب له في حالة فزع وطالبه بالتمهل للبحث عنه عند العرب، حيث كان العرب يحمون الطيارين الذين يقفزون من الطائرات ويلبسوهم من ملابسهم ويخفونهم في خيامهم، لكنه كان يعلم أنه استشهد.

وتابع السادات: " اتصلت على الرئيس أنور وقولتله أنا عرفت إن عاطف استشهد قالي أنا عارف من أول 10 دقائق في المعركة، وقالي كل الطيارين ولادي مش عاطف بس، ودار المعركة وهو يعلم أن عاطف استشهد".

وأضاف اللواء عفت أن الرئيس السادات قال له في الستينيات إنه إذا أصبح رئيسا "هيلخفن قيادات وعقول إسرائيل وأخليهم ميعرفوش راسهم من رجليهم"، واستخدم لفظ "ألخفن" لأنه دارج لدينا في قرية ميت أبو الكوم، وبالفعل خدع العالم كله في الحرب، مشيرا إلى أن الحرب قلبت الدنيا رأسا على عقب في إسرائيل وأقيلت جنرالات كثيرة بعد هذا الخداع.

وأكد اللواء عفت السادات أن الزعيم الراحل كان يعشق ميت أبو الكوم، ومن حبه لها شيد قرية ميت أبو الكوم الجديدة في سيناء، وكان يزور ميت أبو الكوم كثيرا، وحينما يأتي يأخذ السيارة ويذهب إلى مسجد السيد البدوي بدون حراسة.

ولفت إلى أن الرئيس أنور السادات كان لديه بعد نظر، فكان يسمى سكينة شقيقته "الغلباوية" وأصبحت صحفية، وكان يسميني "الكمندان" وصرت ضابطا، وكان يطلق على زين شقيقي "إل مهندس" وعمل مهندسا في المقاولون العرب.

وعلق اللواء عفت على تكريم قتلة السادات في احتفالية الاستاد إبان حكم الإخوان: " الإخوان اتربوا على كده لأنهم قلعوا برقع الحياء، فلا تندهش من حضورهم بجوار زوجة الرئيس في فترة الإخوان، فهؤلاء الإرهابيين قتلوا الناس وهي تصلي في بئر العبد".

وعبر عن تقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي في تكريمه لأم الأبطال كنوع من الوفاء للرئيس السادات، لأن السيدة الراحلة جيهان السادات كانت كلها إنسانية بها شفقة ورحمة وصبرت معه في المواقف الصعبة".

وأشار إلى أن الرئيس السيسي والرئيس السادات بينهما صفات مشتركة منها "بعد النظر والتأني والدراسة المتأنية لأي خطوة سيقبل عليها".

ووجه رسالة للشباب قائلا: "هل احنا في أكتوبر تركنا شيء للحظ وللظروف ولا كل شيء حسبناه بالملي، وأقول للشباب أي شيء تدخل فيه تكون دارسه كويس أوي"