تعتبر سورة الفاتحة نورًا أعطي للرسول صلى الله عليه وسلم لم يعط لأي نبي قبله هي وخواتيم سورة البقرة، قال صلى الله عليه وسلم: "... فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة...". [رواه مسلم وصححه الألباني].
فضل سورة الفاتحة
تعدّ سورة الفاتحة من أجلّ وأعظم سور القرآن الكريم؛ لما ورد في فضل قرائتها أدلّة كثيرة، ولقراءتها الفوائد التّالية:
تعدّ سورة الفاتحة سورة شافية من الأمراض والأسقام الجسدية والقلبية، إذ إنّ القرآن كلّه يجوز الاستشفاء به، إلّا أنّه في سورة الفاتحة آكد؛ لأنّها أعظم سورة في القرآن، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ نَاساً مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتَوْا علَى حَيٍّ مِن أحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ، إذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقالوا: هلْ معكُمْ مِن دَوَاءٍ أوْ رَاقٍ؟ فَقالوا: إنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، ولَا نَفْعَلُ حتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً، فَجَعَلُوا لهمْ قَطِيعاً مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بأُمِّ القُرْآنِ، ويَجْمَعُ بُزَاقَهُ ويَتْفِلُ، فَبَرَأَ فأتَوْا بالشَّاءِ، فَقالوا: لا نَأْخُذُهُ حتَّى نَسْأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وقالَ: وما أدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ).
تصلح أن تكون رقية شرعية، تحفظ المؤمن في ليله ونهاره من شرور الإنس والجنّ، وتحفظه من المسّ والسّحر والعين وغيره.
تعتبر سورة الفاتحة أساس قبول صلاة المسلم، فمن لم يقرأ في صلاته بفاتحة الكتاب فلا صلاة له، لقول رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: (لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ).
تعتبر من السبع المثاني التي لم تنزل على أي ديانة من قبل. قال صلى الله عليه وسلم: "ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها. وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته". [متفق عليه].
تحتوي سورة الفاتحة على التحميد والثناء والتمجيد لرب العالمين، ودعاء وسؤال له من الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثني علي عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال مجدني عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ، قال : هذا لعبدي . ولعبدي ما سأل". [رواه مسلم وصححه الألباني].