الخميس 9 مايو 2024

في ذكرى ميلاده.. كيف دعم "بلبل الموسيقى" حرب أكتوبر؟

بليغ حمدي

ثقافة7-10-2021 | 18:03

عائشة مفتاح

تحل اليوم السابع من أكتوبر ذكرى ميلاد الموسيقار المُغرّد "بليغ حمدي، الذي ولد في حي شبرا بالقاهرة عام 1931، وكان والده يعمل أستاذاً للفيزياء في جامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليًا، أتقن العزف على العود وهو في التاسعة من عمره، وقد حاول الإلتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى إلا أن سنه الصغيرة حال دون ذلك، حيث كان في الثانية عشر من عمره آنذاك، وحين ألتحق بمدرسة شبرا الثانوية، كان يدرس أصول الموسيقى في مدرسة عبد الحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد "درويش الحريري" وتعرف من خلاله على الموشحات العربية، وقد التحق بليغ بكلية الحقوق، وفي نفس الوقت التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي "معهد الموسيقى العربية حاليًا" .

 

وقد تباينت ألحان بليع حمدي بين الشعبية الرومانسية والوطنية الحماسية وساهم بشكل واضح في إيصال الموسيقى والإيقاعات الشعبية المصرية بطريقة تتناسب مع أصوات المغنين الذين لحن لهم، كأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووردة وشادية وغيرهم، وقد كانت بدايات ذلك الموسيقار البارع في الغناء وليس التلحين؛ حيث أقنعه السيد محمد حسن الشجاعي مستشار الإذاعة المصرية وقتها باحتراف الغناء، وبالفعل سجل بليغ للإذاعة أربع أغنيات، لكن تفكيره كان متجهًا صوب التلحين وبالفعل لحن أغنيتين لفايدة كامل هما "ليه لأ"، و"ليه فاتني ليه" تبعتها أغنية ما "تحبنيش بالشكل ده" لفايزة أحمد، وقد توطدت علاقته بالفنان الموسيقار محمد فوزي، الذي أعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة "مصر فون" التي كان يملكها، وفي عام 1957 قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ "تخونوه" .

 

أما عن دوره في حرب 6 أكتوبر فقد ظهرت دعمه وولاءه لوطنه جليًا واضحًا، فيذكر أنه عقب اندلاع حرب أكتوبر عام 1973م  قام بليغ حمدي ومعه أميرة الغناء العربي وردة،  بالتوجه إلى مبني الإذاعة والتليفزيون ومعهم الشاعر "عبد الرحيم منصور" عصر يوم 6 أكتوبر، ولكن منعهم الأمن عن دخول المنبى، فطلب بليغ حمدي "وجدي الحكيم" والذي كان مسئولًا بالإذاعة، ولكن "الحكيم" حاول إثناءه عن عزمه في دخول الإذاعة بسبب ظروف إندلاع الحرب؛ فهدد بليغ برفع محضر بمنعه من الغناء لبلده، ومع إصراره على الدخول، سمح له "بابا شارو" مدير الإذاعة بالدخول، مع الإشتراط عليه بعدم إنتاج أغاني جديدة لعدم وجود ميزانية كافية.

 

 وقد قام بليغ حمدي بكتابة إقرار أنه المتحمل الوحيد لكافة مصاريف الأغاني من كلمات وفرقة موسيقية، وقد أستدعى بعدها "أحمد فؤاد حسن" قائد الفرقة الماسية، والذي رفض تقاضي أي مبلغ مقابل إنتاج أغاني لدعم الروح المعنوية للمصريين في ظل إندلاع الحرب؛ وكذلك أيضًا رفض "عبد الرحيم منصور"، ومع بدأ توالي الفرقة الماسية إلى مبنى الإذاعة كان منصور قد كتب أغنيتين هما "بسم الله" و"أنا على الربابة"، وبدأ بليغ في تلحين الأولى، وقد انتهى منها عند مغرب اليوم، لكن الكورال ولم يحضر لظروف حظر التجوال، فجمع بليغ جميع العاملين بمبنى الإذاعة والفراشين وعمال الشاي وقام بتحفيظهم اللحن، وفي تمام الثانية عشر من منتصف ليل السادس من أكتوبر كان بليغ يقوم بتسجيل الأغنية، وأُذيعت في صباح يوم 7 أكتوبر، كأول اغنية عن الحرب.

 

وتوفى بليغ في 12 سبتمبر 1993، عن عمر يناهز 62 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض الكبد، ونعته الأهرام في صبيحة اليوم التالي بقولها: "مات ملك الموسيقى"، وأعلنت وزاره المالية المصرية أنها بصدد طبع عملة تذكاريه باسمه إلا أن ذلك لم يحدث حتى اللحظة ولم ينل بليغ من التكريم في حياته أو بعد مماته ما يوازي كونه أفضل من أنجبت الموسيقى العربية على الإطلاق.

Dr.Radwa
Egypt Air