دعا الإسلام إلى العدل والمساواة بين النّاس جميعاً، فلا تفاضل ولا تفاخر بين الناس إلا على أساس تقوى الله والخوف منه، ولا يكون التفاضل أبداً على أساس العرق أو اللون أو الجنس، فقد روي عن النبي-عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: "يا أيها الناس، ألا إن ربكم عز وجل واحد، ألا وأن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ألا لا فضل لأسود على أحمر إلا بالتقوى، ألا قد بلغت؟ قالوا: نعم، قال: ليبلغ الشاهد الغائب".
كيف عالج الاسلام الرق
رفع الإسلام مستوى الرقيق المعنوي واعتبرهم بشراً لهم من الحقوق ما لأي إنسانٍ آخر، وذلك الأمر لم يكن قبل الإسلام، حيث كان العبد مجرد مخلوقٍ ليس له أي حق أو احترام لدى الناس، فنظر الإسلام للعبيد على أنّهم بشرٌ كغيرهم، لهم من الحقوق ما لغيرهم غير أن عليهم شيئاً من الواجبات تجاه من يملكهم، وليس ذلك مبنياً على أساس دينهم أو لونهم أو عرقهم بل على أساس ما آل إليه حالهم في الحروب أو المعارك فقط، وقد حسّن الإسلام واقع الرقيق معنويّاً وعمليّاً من خلال
بدأ الإسلام في تغيير واقع الرقيق من خلال النهي عن مناداتهم بالعبيد والإماء، فلا يجوز لمالك الغلام أن يناديه عبدي ولا للفتاة أن يناديها أَمَتي؛ حيث يروي أبو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله عليه الصّلاة والسّلام قَالَ: (لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي كُلُّكُمْ عَبِيدُ الله وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ الله وَلَكِنْ لِيَقُلْ غُلَامِي وَجَارِيَتِي وَفَتَايَ وَفَتَاتِي)
أوجد الإسلام مكانةً اجتماعيّةً للرقيق لم تعطها لهم غيره من الديانات، فجرّم من قذف مملوكه إن كان بريئاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رَسُول اللَّهِ عليه الصّلاة والسّلام: (من قذف مملوكَه بريئًا مما قال أُقيمَ عليه الحَدُّ يومَ القيامةِ؛ إلا أن يكونَ كما قال).
ساوى الإسلام في عقوبة القتل والقصاص بين الحر والعبد إن كان ذلك من فعل سيده، فقَالَ رَسُولُ الله عليه الصّلاة والسّلام: (من قتلَ عبدَهُ قتلناهُ ومن جدَّعَ عبدَهُ جدَّعناهُ ومن أخصى عبدَهُ أخصيناهُ
تحرير الرق
جعل الإسلام لباب عتق الرِّقاب مجموعة من الوسائل التي تضمن استنفاد ظاهرة الرق، ومنها:
عتق الرّقاب قُربةٌ عظيمةٌ: قال النّبي عليه الصّلاة والسّلام: (مَن أَعتَقَ رقبة مسلمةً، أعتق الله بكل عضو منه عضواً منه من النّار حتّى فرجَه بفرجه).
عتق الرقاب أحد مصارف الزّكاة، قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
عتق الرِّقاب كفارة لمن لطم عبده أو ضربه، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله يقول: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه).
عتق الرقاب كفارة لما يأتي: كفارة القتل الخطأ، قال تعالى: (مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ).
كفّارة الظِّهار، قال تعالى: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا).