تنشر "دار الهلال" القصيدة السابعة من ديوان "ترمي بشرر" للشاعر السوري الكبير عمر هزاع.
القصيدة السابعة من الديوان: أَلَم تَرَ أَنَّهُم يَهيمُونَ؟!
دُونَكِ هَذا الشِّعرَ..
فَهَيَّا..
خَلِّيني..
وَخُذِيهِ مَلِيَّا..
أَعلَمُ أَنَّ غَوايَةَ سِحري عَقَدَتْ قَلبَكِ فِي كَفَّيا..
أَنَّ الذِّئبَةَ فِيكِ انتَفَضَتْ حِينَ كَوَتكِ الرَّغبَةُ؛ كَيَّا..
أَنَّ مُغامَرَةً دَفَعَتكِ..
وَأَنَّ فُضُولَكِ كانَ قَوِيَّا..
كَي تَقتَحِمي عُزلَةَ لَيلي..
وَتَدُكِّي مَن كانَ عَصِيَّا..
وَتَقُولي:
كَم كااانَ إِلَهًا!
يَومًا مااا..
وَالآنَ..
تَشَيَّااا!
كانَ شَفِيفًا فِي هَالَتِهِ..
وَهَوى؛ فِي حِضني؛ مَرئِيَّا..
كانَ نَبِيًّا جِدًّااا..
وَبَدا؛ بَعدَ الفِتنَةِ؛ جِدًّااا نِيَّااا..
كانَ فَريدًا..
ثُمَّ تَلاشَتْ مِيزَتُهُ..
فَغَدا عادِيَّا..
أَفهَمُ..
أَنَّكِ لَم تَدَّخِري جَسَدًا؛ كَالمَصيَدَةِ؛ تَهَيَّا..
وَتَسَلَّلتِ لِقُمرَةِ حُلمي..
وَنَثَرتِ الأَوهامَ..
لَدَيَّا..
وَتَوَغَّلتِ..
لِنُقطَةِ ضَعفي..
حَيثُ الوَحشُ الكامِنُ فِيَّا..
فَتَعَرَّيتِ لِعَينَي رَوعي..
وَتَلَوَّيتِ لِجُوعي لَيَّا..
وَتَجَلَّيتِ..
كَأَنضَــ (ــجِ ــرِ) غُصنٍ..
بِفَواكِهِ أُنثى يَتَزَيَّا..
وَتَقَطَّرتِ..
وَكُنتُ ظَمِيًّا..
وَتَبَخَّرتِ..
فَعُدتُ ظَمِيَّا..
وَفُرِطتِ بِأَقداحِي..
لَكِن حِينَ صَحَوتِ فَرَطتِ عَلَيَّا..
وَبَدا أَنِّي؛ حِينَ تَهاوى ظِلُّ النَّزوَةِ؛ لَم أَتَفَيَّا..
أَنِّي؛ حِينَ مَدَدتُ يَدَيَّ إِلَيكِ؛ فَقَدتُ لَدَيكِ يَدَيَّا..
حِينَ هَدَمتُ جِدارًا بَيني؛ كانَ؛ وَبَينَكِ كُنتُ غَبِيَّا..
حِينَ ظَنَنتُكِ طَوقَ نَجاتي انسَرَبَ البَحرُ..
إِلى رِئَتَيَّا..
أَذكُرُ أَنِّي حِينَ صَحَونا كُنتُ وَحِيدًا..
مَيتًا..
حَيَّا..
أَسحُبُ رَأسي..
ثَمِلًا..
وَعَلى نَفسي؛ مِن نَفسي؛ أَتَقَيَّا..
كُنتُ بَصِيرًا..
ثُمَّ عُيوني سَقَطَتْ..
فَتَساقَطتُ..
عَمِيَّا..
فَتَمَرَّغتُ..
صَرَختُ..
وَلَكِن..
عَلِقَ الصَّوتُ..
عَلى شَفَتَيَّا..
فَكَبا الوَحيُ..
جَوادًا..
وَحَبا..
وَأَبى الشِّعرُ العَودَ إِلَيَّا..
يذكر أن عمر هزاع شاعر سوري حائز على العديد من الجوائز الدولية، له تسعة دواوين شعرية مطبوعة حتى عام 2021، وأكثر من ألفي قصيدة منشورة، وحول تجربته؛ التي امتدت لأكثر من ثلاثة وثلاثين عامًا؛ الكثيرُ من الدراسات والبحوث في مختلف الجامعات العربية، إضافة لدراسات نقدية واسعة في كتب ومجلات أدبية محكمة.