أدت انقطاعات التيار الكهربائي على نطاق واسع في الصين إلى تجديد الضغط من قبل مُصنّعي التكنولوجيا لتحويل الإنتاج بعيدًا عن أكبر اقتصاد في آسيا، في الوقت الذي يتدافع فيه الموردون المتعاملون مع عمالقة التكنولوجيا؛ مثل "آبل" و"أمازون" وغيرهما، للحفاظ على الإنتاج في مساره الصحيح قبل موسم العطلات المزدحم.
وقال مدير أحد مصانع إنتاج كماليات الإلكترونيات متوسطة الحجم في مقاطعة قوانغدونغ -حيث أصبح انقطاع التيار الكهربائي هو الوضع الطبيعي: "كانت هناك إخطارات متفرقة بانقطاع التيار الكهربائي منذ يونيو الماضي، لكنه أصبح شيئًا معتادًا منذ منتصف سبتمبر المنصرم.. الآن نتلقى إشعارًا كل أسبوع يخبرنا بأي أيام الأسبوع التالي سيتم قطع التيار الكهربائي".
وأضاف المدير، لصحيفة "نيكاي آسيا" اليوم السبت: "إذا استمر الوضع هكذا؛ فستتأخر بالتأكيد بعض الشحنات. وربما يدفعنا هذا إلى التفكير مرة أخرى في ما إذا كان علينا استئجار أو بناء مصنع جديد في مكان ما خارج البلاد".
ويصنع موظفو الشركة البالغ عددهم 500 موظف أجهزة استقبال بلوتوث وسماعات رأس وغيرها من ملحقات الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية للعلامات التجارية العالمية مثل Harman Kardon و Edifier. لكن مع انخفاض إمدادات الكهرباء إلى يومين فقط في الأسبوع، يتعين عليهم الاعتماد على مولدات الطاقة الخاصة للحفاظ على الحد الأدنى من مستوى التشغيل.
ويقول الموردون إلى الشركات العالمية في مدن عبر مقاطعات جيانغسو وتشجيانغ وغوانغدونغ الصينية- حيث يوجد عشرات الآلاف من المنشآت التقنية - إنهم واجهوا مستويات متفاوتة من قيود الطاقة هذا الشهر مع تضييق الحكومات المحلية على استخدام الطاقة؛ بسبب أسعار السلع المرتفعة، وارتفاع الطلب على الكهرباء وسط التعافي بعد وباء "كوفيد-19" والتزامات الرئيس شي جين بينغ بخفض الكربون.
بدورهم، حذّر الموردون إلى شركة "آبل" بالفعل من أن مثل هذه التخفيضات تشكل تهديدًا لاستمرارية سلسلة التوريد بعد انقطاع التيار الكهربائي لمدة أسبوع في أواخر سبتمبر. وتتزايد المخاوف الآن من أن هذا الاضطراب سيثبت أنه طويل الأمد.
وقال إدوارد يانغ، رئيس مجموعة "جودواي تولز"، وهي مورد لشركات فورد وتويوتا وسامسونج، إن آثار انقطاعات الطاقة قد تستمر لفترة أطول بكثير من حالات الانقطاع نفسها، مضيفًا: "من المؤكد أن الشركات العاملة في الصين ستواجه معدلات كهرباء أعلى بكثير في المستقبل. وهذا سيحفز موجة التغييرات الهيكلية في الصناعة مع حث الشركات أيضًا على تنويع قدرتها على تقليل مخاطر المركزية المفرطة".
وأكد يانغ: "في غضون ذلك، نريد حقًا تسريع خططنا التوسعية قريبًا. الوضع غير آمن حقًا لاستمرارية سلسلة التوريد".