الجمعة 10 مايو 2024

فضل سورة (ق) وأسباب نزولها

فضل سورة (ق)

دين ودنيا10-10-2021 | 12:22

إيمان مجدي

سورة (ق) هي السّورة الخمسون من حيث ترتيب سور القرآن، وهي سورة مكيّة؛ أي نزلت قبل الهجرة النبويّة الشّريفة إلى المدينة المنوّرة، وعددُ آياتِ هذه السّورة خمس وأربعون آيةً، وأوّل آيةٍ فيها قَسَمٌ بحرف القاف والقرآن المجيد، وآخر آيةٍ أمرٌ للرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم أن يُذكِّر بالقرآن مَن يخاف وعيدَ الله سبحانه وتعالى.

سبب تسمية سورة (ق)

بدأت سورة (ق) بقوله تعالى: (ق)؛ لهذا سُمِّيت بسورةِ (ق)، والقاف حرفٌ قويٌّ من حروف الاستعلاء المجموعة في قولهم: (خصّ ضغطٍ قظ)، ثمّ يأتي بعد هذا الحرف قوله تعالى: (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)؛ فالله سبحانه بدايةً يقول قافاً، ثمّ يُتبِعها بالقسم بالقرآن المجيد، وقسم الله سبحانه وتعالى بشيءٍ يدلّ على عظمة هذا الشّيء، وهنا القسمُ بالقرآن المجيد دليلٌ على عظمة القرآن الكريم، وعظَمَة سُوَره وآياته، ووجوب احترامها وتَبجيلها، والعناية بها دراسةً، وفهماً، وتدبُّراً، وحفظاً، وتطبيقاً.

فضل سورة (ق)

كان سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم يخطُبُ بسورة (ق) في خطبتَي: العيد، والجمعة، فإذا حضر العيد أو الجمعة، صعد المنبر، وجعل موضوع الخطبة قراءة سورة (ق)، فيكتفي بتلاوة هذه السّورة، وفي ذلك دليلٌ على شموليّتها، وعِظَم معانيها، إنّها سورة تصلح في موضوعها ليُكتَفى بها في خطبتي: العيد، أو الجمعة؛ فهي بناءٌ متكاملٌ، ابتداءً من ولادة الإنسان، وموته، وبعثه، وأهميّة التزامه، وطاعته لله وأوامره في جوانب الحياة المتعدّدة، وتبيّن أنّ الموت حاضرٌ في كلّ وقتٍ؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإنسان، وربُّنا جلَّ وعلا أعلم بكلّ ما يدور في نفسه، وما تزيّنه هذه النّفس له، وليس الله سبحانه وتعالى في ذلك كلّه بعيداً عنه، بل هو أقرب إليه من حبل الوريد الذي يضخّ في الجسد كلّه ما يحتاجُ من دماء، كما تعرض السّورة صوراً متعدّدةً، مثل: الحياة، والموت، والهلاك، والبلى، والبعث، والحشر، وتصوّر كذلك بعض الحقائق الكونيّة الظّاهرة في السّماء، والأرض، والماء، والنّبات، والثّمر.

سبب نزول سورة (ق)

ذكر أن اليهود هم السبب في نزول هذه الآيات الشريفة من سورة ق، فقد أتى اليهود إلى سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم حتى يسألونه عن خلق السموات والأرض، وحينها أخبرهم سيدنا النبي أن الله عز وجل خلق الأرض في يومين يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وخلق السموات في يومين يوم الأربعاء والخميس وخلق الله عز وجل النجوم والقمر والشمس يوم الجمعة ثم أخبرهم النبي أنه استوى على العرش ثم استراح ولهذا قال الله عز وجل في هذه السورة "ما مسنا من لغوب(2)"

Dr.Radwa
Egypt Air