كتب – احمد طارق
أعلنت شركة روس اتوم الروسية للمفاعلات النووية، عن تطور إنشاء المفاعلات النووية، منذ انطلاق أول محطة نووية للأغراض التجارية في مدينة أوبنينسك بوسط روسيا وربطها بشبكة الكهرباء القومية عام 1954، حيث واصلت التكنولوجيا النووية تطورها باستمرار، لجعل المفاعلات النووية الجديدة أكثر أمناً وقوة وكفاءة.
وأضافت الشركة في بيان صادر عنها، اليوم الاثنين، أن تلك التطورات الهامة على هيئة موجات تكنولوجية متعاقبة، وهو ما نتج عنه ابتكار أجيال متعددة من المفاعلات النووية المتميزة، جيث تم ابتكار الجيل الأول من المفاعلات النووية خلال حقبتي الخمسينات والستينات، ولكنها أصبحت جزءً من الماضي الآن، فيما عدا بعض المفاعلات التي مازالت تعمل في المملكة المتحدة لوقتنا الحالي.
أما الجيل الثاني من المفاعلات فقد كان عصره الذهبي خلال السبعينات وحتى التسعينات، ومازالت تعمل حتى الآن في العديد من دول العالم، خاصة بعدما أجريت بعض التعديلات على تصميماتها مما ساهم في إطالة عمرها الإنتاجي من 30-40 عاماً في المتوسط إلى 50-60 عاماً.
- تم ابتكار الجيل الثالث من المفاعلات النووية بعد أن تم دمج التطورات الحادثة في تكنولوجيا الوقود النووي والكفاءة الحرارية وأنظمة الأمان والعمر التشغيلي، وهو ما ساهم في ظهور هذا الجيل من المفاعلات لأول مرة خلال حقبة التسعينات، خاصة مع بناء المزيد من هذه المفاعلات في مواقع عديدة حول العالم.
وعلى الرغم من أن تصميمات الجيل الرابع من المفاعلات النووية مازالت حبراً على ورق حتى الآن، إلا أن التطور التالي للجيل الثالث من المفاعلات النووية كان هو الجيل الثالث بلس، وهو الجيل الذي تم تصميمه ليضم أنظمة أمن أكثر تطوراً، وعمرا تشغيليا أطول، مع تناقص احتمالات معدل تلف قلب المفاعل والتسرب الحراري بالإضافة للعديد من الخصائص والمزايا الأخرى. إنّ تطوير تكنولوجيا المفاعلات النووية الجديدة من مرحلة الأبحاث الأولية حتى مرحلة التشغيل التجريبي والاستخدام التجاري هو أمر يتطلب وقتا وجهدا كبيرا، حيث يستغرق ذلك أعواماً طويلة وربما عقودا.
بدأت الوحدة السادسة في محطة نوفوفورونيج النووية في وسط روسيا العمل في فبراير 2017، وبهذا أصبحت هذه الوحدة هي الأولى من نوعها في العالم التي تنتمي لمفاعلات الجيل الثالث بلس، ويتم تشغيلها لأغراض الاستخدام التجاري.
وتُعد الوحدة السادسة في تلك المحطة من مفاعلات القدرة المائية- المائية VVER-1200 التي تعمل بالماء المضغوط وقامت بتطويرها روساتوم، مؤسسة الطاقة النووية الروسية. وتشير VVER إلى مفاعل القدرة المائي-المائي، ويعني ذلك أنّ للماء وظيفة مزدوجة كمهدئ للنيوترونات ومُبرّد للمفاعل. وتبلغ الطاقة الكلية للمفاعل الواحد 1200 ميجاوات، وهو ما يجعله احد أقوى المفاعلات النووية في العالم.
من جانبه، دعم علاء سلّام- أمين سر لجنة البيئة والطاقة بمجلس النواب المصري المشروع وأشاد به، حيث قال: "إنّ محطة الضبعة النووية ستمثل مصدراً للطاقة النظيفة في مصر، حيث أنّ المفاعلات النووية التي ستضمها المحطة لا ينبعث منها أية غازات قد تزيد من أثر ظاهرة الاحتباس الحراري في البيئة المصرية".
ويؤكد يسري أبو شادي- المفتش السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ تصميم محطة الضبعة النووية يضم "أحدث أنظمة السلامة والأمان" في العالم، وهي بديل أفضل من المحطات الحرارية لتوليد الطاقة. وألمح أبو شادي إلى أن كل وحدة من الوحدات الأربعة التي تضمها محطة الضبعة سيعمل على تحقيق مليار دولار أمريكي كل عام بما يصب في مصلحة الاقتصاد المحلي.