أدت جائحة «كوفيد - 19»، الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، إلى أزمة صحية خطيرة ومستمرة تهدد العالم، ويعاني معظم الأشخاص الذين يصابون بالمرض من أعراض خفيفة إلى معتدلة، فإن المرضى الذين يعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
«تجويع الفيروس»
وتوصل فريق بحثي سويدي إلى إستراتيجية جديدة قائمة على «تجويع الفيروس» يمكن استخدامها لمقاومة «كوفيد - 19»، بعد نجاحهم في تحديد مسارات التمثيل الغذائي الرئيسية التي يمكن أن تنظم تكاثره، وتم الإعلان عن هذه النتائج، في دورية «البروتينات الجزيئية والخلوية».
الجلوكوز سر انتشار الفيروس
واكتشف الباحثون أن «تحلل الجلوكوز» و«تحلل الجلوتامين»، هما مسارات التمثيل الغذائي التي «يفضلها» الفيروس عند مهاجمة الرئتين، وكلاهما عمليتان أساسيتان في إمدادات الطاقة الخلوية ووظيفتها. ويقول أوجوال نيوجي، الباحث في قسم الطب المخبري بمعهد كارولينسكا، والباحث المشارك بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد بالتزامن مع نشر الدراسة، «تُظهر نتائجنا أنه عندما يصيب الفيروس خلايا الرئة، يلعب تحلل الجلوكوز وتحلل الجلوتامين دوراً مهماً في انتشاره ونموه، ومن خلال (تجويع الفيروس) عن طريق منع هذه المسارات، يمكننا الحد من تكاثره». وإحدى النتائج الرئيسية للدراسة أيضاً هي علامة بيولوجية لشدة المرض، ترتبط بمسار التمثيل الغذائي الذي يسلكه الفيروس.
الكربوهيدرات مؤشر لشدة المرض
ويقول نيوجي: «لقد حددنا الكربوهيدرات، والمانوز، كمؤشر حيوي لشدة المرض»، و«المانوز»، هو سكر أحادي ينتمي إلى مجموعة السكريات التي تعرف باسم «الهكزوسات»، أي السكريات التي تحتوي على ست ذرات كربون في تركيبها الجزيئي.
قدرة على التكاثر
وتنتشر معظم الفيروسات، بما فيها فيروس «كورونا المستجد»، عن طريق اختطاف مسارات التمثيل الغذائي للخلية المضيفة، حيث يمنحها ذلك قدرة أكبر على التكاثر، وباستخدام عينات دم لـ41 مريضاً مصاباً بالمرض، وتحليلها باستخدام تقنيات مختلفة، بما في ذلك التمثيل الغذائي للبلازما، حدد الفريق البحثي من معهد كارولينسكا بالسويد، دور مسارات التمثيل الغذائي الرئيسية التي يدخل الفيروس من خلالها إلى أنسجة الرئة.
اضطرابات التمثيل الغذائي
كانت الملاحظة الأولية التي أجريت على مرضى «كوفيد - 19» أثناء الجائحة قد أشارت إلى وجود علاقة بين شدة المرض واضطراب التمثيل الغذائي مع ارتفاع مستويات الدهون في الدم في الوقت نفسه، يعد التمثيل الغذائي عملية فردية للغاية، وتتأثر بمرور الوقت بعوامل متعددة، بما في ذلك العمر والجنس والنظام الغذائي ونمط الحياة.