حذر منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية المقيم باليمن ديفيد جريسلي، من أن الوضع الإنساني في اليمن خطير، حيث يعاني ما يصل إلى 16 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، فيما لايزال خمسة ملايين على بعد خطوة واحدة من المجاعة في الوقت الذي يواجه ما يقرب من 400 ألف طفل خطر الموت الوشيك بسبب سوء التغذية.
وقال جريسلي - في مؤتمر صحفي عقده، اليوم /الإثنين/ في جنيف - إن حوالي 20 مليون شخص في اليمن (ثلثي عدد سكان البلاد) بحاجة إلى المساعدة.
وأشار إلى أنه خلال سفره لليمن شاهد الدمار والأدلة على الانهيار الاقتصادي في كل مكان، حيث المدارس التي تعرضت للقصف والمصانع وأنظمة الطاقة التي لا تعمل وأنظمة المياه المنهارة، مشيرا إلى أن هناك قلقا كبيرا بسبب الوضع في مأرب، حيث أدى القتال إلى نزوح ما يقرب من نصف مليون شخص.
وأوضح أن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي نسقتها الأمم المتحدة وصل إلى أكثر من ملياري دولار، وهو ما يزيد عن عام 2020، ما سمح بوقف المسيرة القاتمة نحو المجاعة والانتقال من تقدين نصف حصص إعاشة للعائلات المحتاجة للمساعدات الغذائية إلى ثلاثة أرباع حصص إعاشة وإلى حصص كاملة في المناطق الأشد تضررا.
وشدد جريسلي على أن هناك حاجة إلى الحفاظ على الاستجابة الإنسانية على الأقل بالمستويات الموجودة اليوم حتى عام 2022.
وحذر من أنه بدون المساعدات فإن التوجه إلى المجاعة في اليمن سيكون سريعا، وقد يعود الوضع إلى ما كان عليه في مارس الماضي، حينما كان خطر حدوث مجاعة واسعة النطاق حقيقيا للغاية.
وأكد مسؤول الأمم المتحدة أن هناك حاجة ماسة لإصلاح الاقتصاد اليمني، مشيرا إلى ضرورة إيجاد طرق لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية في الشمال والجنوب وكذلك معالجة وضع العملة اليمنية الريال، مشددا على الحاجة إلى دعم قوي لإعلان سياسي شامل يؤدي إلى حل سلمي للأزمة اليمنية.