تتميز العلاقات بين مصر والمجر بالتطور الدائم فيحظى البلدين بعلاقات تعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وتجسدت قوة العلاقات بين البلدين من خلال تبادل زيارات رفيعة المستوى، فضلًا عن عقد قمم رئاسية عده بين البلدين منذ عام 2015، مما دفع هذه العلاقات لمزيد من التقدم والتطور سواء على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين أو العلاقات الجماعية مع دول الاتحاد الأوروبي.
وفي إطار زيارة الرئيس السيسي للمجر لحضور قمة تجمع فيشجراد، أكد خبراء سياسيين أهمية تواجد مصر في قمة فيشجراد وزيارة الرئيس السيسي لدولة المجر، ما يؤكد دور مصر الرئد سواء الإقليمي أو الدولي وعلى مستوى العلاقات الثنائية أو الجماعية بين دول الاتحاد، فمصر تتبنى مؤخرًا سياسية دولية هي الأفضل في مجال العلاقات الدولية، بالإضافة إلى فتح المجال أمام مباحاثات عدة مع هذه الدول.
تأثير زيارة الرئيس لبودابست
وفي هذا الصدد، قال السفيرمحمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن هذه هي المرة الثانية لمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي لقمة تجمع فيشجراد، وهو تجمع سياسي واقتصادي وثقافي لمجموعة هامة في الاتحاد الأوروبي، كما أن مصر في نطاق سياستها هذه الفترة في دعم علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي تعد خطوه مهمة لتواجد مصر على الساحة الدولية، خاصة بمشاركتها في هذه القمة.
وأضاف العرابي في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن الفترة المقبلة ستشهد بعض المشكلات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي والتحالف الغربي بوجه عام يواجه عدة مصاعب في تماسكه، ولكن مصر تقوم بسياسة جيدة عندما تعمق علاقاتها مع كل هذه المجموعة التي يطلقها الاتحاد الأوروبي، أو حتى على المستوى الثنائي بين كل دولة وأخرى، وهذه سياسية محبذة ومطلوبة في الفترة الحالية.
وأضاف أن هذه السياسية من شأنها إضافة زخم في العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي، كما أن مصر دولة معترف بها وبدورها الإقليمي والدولي والاقتصادي وعمق علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي تاريخيا، كل ذلك يؤهلها أن تقوم بدور مهم في التعامل مع مثل هذه المجموعة.
وأشار إلى أن دعم العلاقات الحالية مع الدول الأوروبية أو مع كل دولة على حدا يعد أمرًا مهمًا وضروريا في السنوات المقبلة، كما أن علاقة مصر بدولة المجر لها ثقل وتعد مهمة جدا من ناحية التبادل التجاري والاقتصادي، وبالتالي مع تواجد الرئيس السيسي هناك سيكون هناك لقاءات ثنائية خلال هذه الزيارة بغض النظر عن حضور القمة.
وأكمل: هذا من شأنه أن يدعم العلاقات مع دولة المجر الذي تعد أساسية في هذا التجمع ولها دور كبير في الاتحاد الأوروبي وعلى السياسة الدولية بشكل عام.
واختتم: الزيارة ستشهد مباحاثات أخرى فدائما ما يستغل الرئيس تواجده في مثل هذه المحافل، في إجراء لقاءات ثنائية مع رؤساء الدول المشاركة في هذه القمة على سبيل المثال.
تأثير الزيارة على العلاقات الثنائية والجماعية
ومن جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس السيسي لدولة المجر تعد زيارة ومشاركة مهمة للرئيس، وهذا اللقاء يأتي في إطار دبلوماسيات القمة التي تعد دبلوماسية نشطة في مصر خلال السنوات الأخيرة، فكان هناك نشاط مكثف لهذه الدبلوماسية.
وأوضح في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن هذه هي المشاركة الثانية لمصر في إطار هذا التجمع، فكانت هناك مشاركة في السنوات الماضية لمصر في عام 2017، ومن جانب آخر هي الزيارة الثالثة للرئيس إلى المجر، في إطار الحرص على التعاون الوثيق وتطوير العلاقات بين مصر وهذه الدول، سواء على مستوى الثنائي بين كل دولة من دول الاتحاد أو في نطاق جماعي.
وأضاف كما أن للطرفين أهميتهم فمصر لها دور وثقل ووزن كقوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط، أيضا هذه الدول لها أهمية باعتبار عضويتها داخل الاتحاد الأوروبي، ولذلك نتوقع أن يكون هناك موضوعات وقضايا مهمة تبحث في هذا اللقاء، سواء قضايا اقتصادية أو سياسية أو قضايا تتعلق بالبيئة والمناخ، وعلى سبيل المثال موضوع الهجرة غير الشرعية أو موضوع تغير المناخ، وموضوع الطاقة، وربما يتطرق الأمر إلى جائحة كورونا.
وأشار إلى أن هناك توافقًا كبيرًا بين مصر والمجر في وجهات النظر، سواء في المحافل الدولية أو في الملفات المطروحة في المنطقة، فكل هذه قضايا مهمة ربما تطرح سواء على مستوى ثنائي أو جماعي، ونتوقع أن يكون هناك مباحثات بين الرئيس السيسي وكبار المسؤولين المجريين، وهذا في إطار العلاقات القوية والتاريخية بين مصر والمجر.
وأكمل: خصوصا أن لمصر كان لها مبادرات سياسية ربما تهتم بها المجر، فمصر أطلقت مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط وهذا أمر يهم دول أعضاء الاتحاد الأوروبي، ومؤخرا شهدنا تبادل زيارات بين المسئولين للتباحث في الموضوعات المشتركة.
واختتم أنه يتوقع خلاصة هذه الزيارة تنعكس بالإيجاب بين هذه الدول ودولة المجر تحديدا، سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو العلاقات الجماعية.