استحوذ حادث سقوط ميكروباص الساحل بشكل مروع، على اهتمام رواد مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، حيث أبدوا تعاطفهم الشديد مع أسر الضحايا، وطالبوا بالمزيد من الإجراءات التي تقضي على مثل هذه الحوادث التي تتسبب في مقتل العشرات في كل يوم.
وتداول عدد من وراد فيسبوك منشورًا يتحدث عن تفاصيل الحادث، شاركه العديد من المستخدمين عبر صفحاتهم الشخصية، ويقول: "14 رجلًا وسيدة وطفل رايحين شغلهم ومدارسهم بميكروباص طاير على كوبري ساحل روض الفرج، ويكسر الحديد ويقع في النيل ويختفي تماماً ويختفي معاه 14 راكب وإلى الآن.. لم يتم العثور عليهم؟، الناس دي ليهم أهل وعندهم أولاد وأصدقاء وليهم أحلام في الحياه زيك بالظبط، أكيد كلهم توفوا بسبب سواق متعرفش شارب ولا مخمور ولا بيتسابق هو وصاحبه على أرواح الناس.. ربنا يرحمهم ويغفر لهم.. نطالب بعمل تحليل مخدرات بشكل دوري لكل سائقين".
![](/media/news/2021/10/11/2021-637695753601676943-167.jpg)
إلا أن حالة الغموض لازالت تسيطر على تفاصيل الحادث، مما فتح مجالا للتكهنات فبعض شهود العيان يؤكد الواقعة والبعض الآخر ينفي وقوع الحادث، وأن فتحة السور البالغة 3 أمتار ما هي إلا جريمة سرقة، وما زاد الأمر تعقيداً، عدم وجود كاميرات مراقبة فوق كوبري الساحل أو الأماكن القريبة من الكوبري ، لتفريغها والوقوف علي ملابسات الحادث.
![](/media/news/2021/10/11/2021-637695753196722695-672.jpg)
وتتواصل - حتى اللحظة- عمليات البحث علي نطاق واسع من نهر النيل بواسطة رجال الإنقاذ النهري، وسط صعوبة بالغه بسبب ثقل مياه النهر، وشدة التيار، حيث دفعت أجهزة الأمن بسبعة لنشات إنقاذ لانتشال الضحايا، لكن دون جدوى في العثور علي السيارة المنكوبة أو إحدى جثث الضحايا في حادث سقوط سيارة ميكروباص ، من أعلي كوبري الساحل عقب اختلال عجلة القيادة من قائدها ، ما أدي لارتطامها بالسور الحديدي للكوبري وسقوطها في مياه النهر . وإلى الان لم يتم العثور على أي أدلة تؤكد صحة وقوع الحادث.
تفاصيل الحادث
وتلقت غرفة النجدة بالجيزة بلاغا يفيد سقوط سيارة داخل النيل في منطقة إمبابة، وانتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة لإجراء التحريات.
قيل أن الحادث وقع في تمام الثالثة عصرًا أمس الأحد، إلا أن البعض أكد أن الحادث وقع في بعد الساعة الخامسة فجرًا من نفس اليوم، وإلى الآن لم يتم التأكد من ميعاد محدد.
البعض ذكر أن السيارة اصطدمت بتوكتوك كان مكان الحادث وسقطت في النيل، إلا شهود عيان أكدوا أن عجلة القيادة اختلت بيد السائق، وأدى لانحراف الحافلة يمينًا ويسارًا قبل سقوطها في النيل. إلا أن التحريات أشارت إلى أن السيارة كانت تسير في اتجاه روض الفرج، واصطدمت بسور الكوبري العلوي، دون معرفة أسباب ذلك، وسقطت غارقة لتبتلعها مياه النيل.
جرى التحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة في خط سير الميكروباص، والاستماع لشهود العيان؛ لمحاولة معرفة عدد ركابه، وفي انتظار التقرير.
شهود عيان
أحد شهود العيان أوضح أن السور الحديدي للكوبري كان مكسورًا أول أمس السبت، بسبب اصطدام توكتوك ولم يتم إصلاحه، وليس له علاقة بسقوط السيارة.
قال شاهد عيان ويعمل بالمرسي النهري ، والذي يقع أسفل مكان الحادث مباشرة ، إنه لم يري شئ يسقط في المياه من الساعه الـ11 صباحا حتي الساعه الـ 2 ظهرا، وقال أخر وهو صاحب "كشك سجائر " متواجد بالقرب من مكان الحادث إنه لم يرى شئ يسقط داخل مياه النهر، وتساءل كيف تسقط سيارة بها 14 راكبا دون طفو أي من متعلقات الركاب داخل المياه؟.
وأضاف مصدرأمني ، حتي الآن لم يتم استقبال اي حالات تغيب من قبل أسر الضحايا ، داخل اقسام الشرطه محل سير الميكروباص ، وبعمل التحريات محل سير الميكروباص من وإلي " الموقف " وبفحص سجل دخول وخروج السيارات ، اتضح عدم تغيب أي من السيارات داخل الموقف .
عوامل مؤثرة
وعن الحادث قال د. فتحي قناوي, أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والجتماعية, لبوابة "دار الهلال" أن حوادث الغرق يتحكم فيها عدة عوامل أهمها العوامل الطبيعية وسرعة حركة المياه بالإضافة إلى المكان الذي حدث فيه عملية الغرق كل تلك العوامل تتحكم في تحرك الجثث لمسافات بعيدة, فهذه الجثث ليست شيء ثابت سيتم إيجاده بمجرد البحث في نفس المكان. فحركة المياه والدوامات تجعل الجثث تتحرك معها.
وتابع أن عمليات البحث عن الجسس في المياه تتم في نطاق كبير جداً وليس نطاق صغير, فيمكن إيجاده بعد 2 كيلو أو أكثر, وكل العوامل السابقة تجعل إيجاد الجثث يستغرق وقت.
ونوه إلى أن هناك احتمالية أن ركاب الميكروباص فتحوا الأبواب وقفزوا منها قبل عملية الغرق, مما يعني أن جثثهم ليست في مكان واحد, ويمكن أيضاً أن يكونوا قد نجوا من الحادث.
واستكمل حديثه عن احتمالية عدم وقوع الحادثة، قائلاً أن الأجهزة الأمنية لا تتحرك عبثاً, فالأجهزة الأمنية تحركت بناء على صورة لسقوط سيارة أو معلومة, وبناء عليه فهي تحركت، أما إذا كانت السيارة لا تحمل ركاب فلن يتم التأكد من ذلك إلا بعد تمشيط المنطقة، حيث أن الكاميرات تقوم بتصوير السيارة من الخلف ولا تصور من هم داخلها.
وأضاف أنه لن يتم التأكد من عدد الضحايا إلا بعد العثور على الجثث والتعرف عليها، أو في حالة تلقي بلاغات من أهالي الضحايا.
لاتوجد أدلة
على الجانب الأخر قال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، أنه متشكك من حقيقة وقوع الحادث، حيث أن الميكروياص شيء ضخم وعمق نهر النيل ليس كبير, وعدم وجود أي أدلة على وقوع الحادث حتى الآن يوحي بعدم صحة الحادث.
وطالب في تصريحه لبوابة "دار الهلال" وزارة الداخلية بضرورة إصدار بيان بأقوال الشهود وصفاتهم وكيف استطاعوا مشاهدة الحادث, والرأي الفني حول ما إذا كان تيار المياه له قدرة على أن يجرف الميكروباص إلى مسافات بعيدة "أنا مستبعد الكلام ده فأنا متشكك في صحة البلاغ".
كما ناشد الإعلام بمحاولة الوصول إلى الشهود لمعرفة أقوالهم, لمعرفة إذا كانت أقوالهم صحيحة أو متضاربة.
وشدد على أن أجهزة الأمن لايمكنها التحقق من صحة أي بلاغ إلا بعد أتخاذ كافة الإجراءات للوصول إلى الحقيقة كاملة, لذا فهي دفعت بطواقم إنقاذ وغواصين فلايمكنها التقاعس في مثل هذه الحوادث.
الجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية لم تتلقى بلاغات من أسر الضحايا تفيد بغياب ذويهم, كما لم يتم العثور على أي متعلقات تخص الضحايا.